المشاركات

عرض المشاركات من 2024

رواية بين السماء والأرض

صورة
  الفصل الأول: الظهور الأول كانت المدينة في أوج صخبها. الأصوات تتداخل، صرير السيارات، والهمسات التي تنساب عبر الزحام، وكل شيء يسير بسرعة دون أن يلاحظه أحد. كان إيليوت يسير وسط هذا الصخب، متجاهلاً كل شيء حوله. على الرغم من أنه كان يتنقل بين المحلات التجارية وواجهات المكاتب، إلا أنه لم يكن يشعر بوجوده. كان يفكر في شيء آخر. كان يشعر أن ثمة شيئًا غريبًا يختبئ وراء هذا الواقع الذي يعيشه . كل شيء كان يبدو مألوفًا. لكنه في الحقيقة كان يكتشفه كل يوم بشكل جديد. كان يخطو خطواته بين الحشود، لكنه كان يعلم أن هناك شيء ما ينقصه. شعور غريب كان يتسلل إليه من داخله، شيء غير واضح، لكنه قوي بما يكفي ليدفعه للاستمرار في البحث . ثم، في الزاوية البعيدة للشارع، حيث تتقاطع الأزقة، كان هنالك شيء غير عادي. كان الرجل العجوز يقف هناك، في زاوية مغلقة يلفها الظل. كانت عيناه العميقتان تحدقان فيه بشكل غير مريح، كما لو أنه كان ينتظره. تلك النظرة لم تكن غريبة فقط، بل كانت محملة بشيء قديم، شيء يراه لأول مرة . " هل أنت هو؟" قال الرجل بصوت منخفض، متجاهلاً الزحام حوله. كانت نبرته غريبة، وكأنما تعني أكثر م...

رواية : سيف التوازن | عن رواية عاصفة لجيندا

صورة
  الفصل الأول: بداية الأسطورة في قلب مملكة "آربيثيا"، حيث تمتد السهول المتموجة والغابات الكثيفة، كان الناس يعيشون تحت حكم الملك "إيدرين"، الذي اشتهر بعدله وحكمته. لكن تحت سطح هذا السلام الظاهري، كانت هناك أسطورة قديمة تتحدث عن "سيف الأقدار"، وهو سلاح يُقال إنه يمنح القوة المطلقة لحامله . " كالين"، شاب يعيش في قرية نائية عند أطراف المملكة، كان مجرد حداد بسيط. ورغم بساطة حياته، كان يحمل حلمًا دفينًا: أن يصبح فارسًا يومًا ما. كان يقضي وقته بين العمل في ورشته وسماع الحكايات القديمة التي ترويها جدته عن الأبطال والأساطير. جدته كانت دائمًا ما تكرر: "يا كالين، القدر يختار أناسًا لا يتوقعون شيئًا، كن مستعدًا دائمًا ." في إحدى الليالي الباردة، وبينما كان "كالين" يعمل في ورشته على إصلاح درع قديم، أضاءت السماء بشهاب غريب تلاه صوت انفجار مدوٍ من الغابة القريبة. خرج "كالين" ليستطلع الأمر، ليجد أثرًا دائريًا محترقًا وسط الأشجار. في وسط هذا الأثر كان هناك حجر غريب ينبعث منه ضوء خافت. أخذ الحجر معه، وهو لا يعلم أنه بداية لتغيير...

أجنحة الامل : مستوحاه من رواية شاهين السماء

صورة
  الفصل الأول: البداية في الظلال في مدينة "فيراس"، التي تغرق في سكون الليل، كانت المصانع تئن تحت وطأة العمل المتواصل. السماء هناك لا ترى النور؛ أضواء المصانع القوية تُخفي النجوم، والدخان الكثيف يخنق أي بصيص أمل. بين تلك الأزقة الضيقة والمباني التي تكاد تسقط من الإهمال، كان زيدان ناصر يسير بخطوات حذرة، حقيبته المهترئة معلقة على كتفه، وعيناه تراقبان كل شيء . زيدان لم يكن مجرد عامل بسيط في مصنع "أوميجا"، بل كان يحمل سرًا كبيرًا، سرًا لو كشفه، لأصبح مطاردًا حتى آخر أيامه. في ذلك المصنع، كانت الأعمال تتجاوز مجرد إنتاج الآلات. مصنع أوميجا كان أحد المراكز السرية لـ"مجلس الطغاة"، حيث تُصنع التقنيات المستخدمة لإحكام السيطرة على الناس . في تلك الليلة، أثناء فحصه لإحدى الآلات المعطلة، لاحظ زيدان شيئًا غريبًا. لوحة التحكم خلف الآلة كانت مفتوحة بشكل غير مألوف، وكأن أحدهم عبث بها. عندما اقترب، وجد شريحة إلكترونية صغيرة مثبتة بعناية على اللوحة، لم تكن جزءًا من تصميم الآلة. أخذ الشريحة بسرعة وأخفاها في جيبه قبل أن يراه أحد . عندما انتهت نوبته الليلية، خرج زيدان م...