رواية : سيف التوازن | عن رواية عاصفة لجيندا

 


الفصل الأول: بداية الأسطورة

في قلب مملكة "آربيثيا"، حيث تمتد السهول المتموجة والغابات الكثيفة، كان الناس يعيشون تحت حكم الملك "إيدرين"، الذي اشتهر بعدله وحكمته. لكن تحت سطح هذا السلام الظاهري، كانت هناك أسطورة قديمة تتحدث عن "سيف الأقدار"، وهو سلاح يُقال إنه يمنح القوة المطلقة لحامله.

"كالين"، شاب يعيش في قرية نائية عند أطراف المملكة، كان مجرد حداد بسيط. ورغم بساطة حياته، كان يحمل حلمًا دفينًا: أن يصبح فارسًا يومًا ما. كان يقضي وقته بين العمل في ورشته وسماع الحكايات القديمة التي ترويها جدته عن الأبطال والأساطير. جدته كانت دائمًا ما تكرر: "يا كالين، القدر يختار أناسًا لا يتوقعون شيئًا، كن مستعدًا دائمًا."

في إحدى الليالي الباردة، وبينما كان "كالين" يعمل في ورشته على إصلاح درع قديم، أضاءت السماء بشهاب غريب تلاه صوت انفجار مدوٍ من الغابة القريبة. خرج "كالين" ليستطلع الأمر، ليجد أثرًا دائريًا محترقًا وسط الأشجار. في وسط هذا الأثر كان هناك حجر غريب ينبعث منه ضوء خافت. أخذ الحجر معه، وهو لا يعلم أنه بداية لتغيير حياته.

في اليوم التالي، ظهر أمام ورشته رجل غريب يرتدي عباءة داكنة ووجهه مخفي تحت غطاء ثقيل. الرجل قدم له رسالة مختومة بخاتم الملك نفسه، ودعاه إلى قصر "إيدرين" لأمر عاجل. حاول "كالين" استيضاح الأمر، لكن الرجل اختفى كما ظهر.

الفصل الثاني: المهمة الغامضة

رحلة "كالين" إلى العاصمة لم تكن سهلة. كان الطريق طويلًا ويمر عبر أراضٍ وعرة، لكن الرسالة الملكية كانت بمثابة مفتاح يفتح له الأبواب. عند وصوله، استقبله جنود الملك وقادوه مباشرة إلى قاعة العرش. كانت القاعة ضخمة، مزينة بالأعلام والتماثيل التي تحكي قصص الأبطال القدماء.

هناك، التقى "كالين" بالمستشار "داريوس"، الرجل الذي عرف عنه الجميع ذكاءه وحكمته. بدأ "داريوس" الحديث قائلاً: "كالين، لم نرسلك إلى هنا صدفة. لقد تم اختيارك لمهمة خطيرة، لكنها مهمة للغاية لمستقبل المملكة." ثم أشار إلى الخريطة الضخمة على الحائط، حيث كانت هناك علامة عند منطقة جبلية بعيدة.

"سيف الأقدار ليس مجرد أسطورة،" قال "داريوس"، وهو ينظر مباشرة إلى "كالين". "إنه حقيقي، وهو في خطر. لدينا معلومات مؤكدة أن قوى شريرة تعرف باسم 'أبناء الظلال' تسعى للحصول عليه. إذا وقع في أيديهم، فإن الظلام سيبتلع كل شيء."

رغم تردده، وافق "كالين" على المهمة. كانت هذه فرصته لإثبات نفسه. ولكنه لم يكن يعلم أن هذه الرحلة ستجعله يواجه تحديات تفوق تصوره، وتكشف له أسرارًا لم يكن مستعدًا لها.

الفصل الثالث: التحالف غير المتوقع

انطلق "كالين" في رحلته، متسلحًا بالخريطة وبعض المؤن التي قدمها له القصر. خلال رحلته عبر القرى والغابات، بدأ يسمع شائعات عن امرأة تُدعى "ليارا" تنتمي إلى قبيلة غامضة تُعرف ب"حُرّاس النور". قيل إن هذه القبيلة هي الوحيدة التي تمتلك المعرفة عن السيف وكيفية التعامل معه.

بعد أيام من البحث، وجد "كالين" نفسه في مواجهة مباشرة مع "ليارا". كانت ترتدي رداءً أبيض مزينًا برموز غريبة، وعيناها تحملان نظرة حادة. توقعت "ليارا" وصوله وقالت: "أنت تبحث عن السيف، أليس كذلك؟ لكنك لا تعرف ما الذي تواجهه حقًا."

بدأت "ليارا" تسرد قصة السيف وتاريخ "الوصي" الذي يحميه. كان الوصي كيانًا روحانيًا يختار من يستحق السيف بناءً على نقاء قلبه، وليس قوته. ومع ذلك، حذرت "ليارا" من أن هناك من يحاولون كسر هذا التوازن.

رغم الشكوك، انضم "كالين" و"ليارا" إلى بعضهما البعض. وخلال رحلتهما، واجها قطاع طرق، مخلوقات غامضة، وحتى جواسيس من "أبناء الظلال". كانت كل معركة تكشف عن قوة كامنة في "كالين"، وقربه من فهم حقيقته.

الفصل الرابع: الحقيقة المظلمة

بعد أسابيع من السفر والمغامرات، وصل "كالين" و"ليارا" إلى مكتبة قديمة تقع في أعماق جبل بعيد. هناك، وجدوا مخطوطات قديمة تتحدث عن السيف. اكتشفوا أن السيف ليس مجرد أداة للقوة، بل هو أداة للحفاظ على توازن العالم.

"الوصي" لم يكن يختار أي شخص عشوائيًا. بل كان يختار أولئك الذين يمكنهم رؤية العالم بوضوح ومعرفة أن القوة ليست حلاً دائمًا. لكن المخطوطات حملت أيضًا تحذيرًا: إذا تم استخدام السيف في غير محله، فإن العالم سيواجه دمارًا شاملاً.

في نفس الوقت، اكتشف "كالين" سرًا عن ماضيه. وجد رمزًا قديمًا يتطابق مع الحجر الذي وجده في الغابة، مما يشير إلى أنه قد يكون مرتبطًا بالسيف بشكل لم يتوقعه.

الفصل الخامس: المواجهة النهائية

وصل "كالين" و"ليارا" إلى الموقع الأخير للسيف: معبد مدفون تحت بحيرة جليدية. كان المكان محاطًا بطبقات من الحماية السحرية. أثناء محاولتهما الدخول، ظهرت مجموعة من "أبناء الظلال" بقيادة "فالريك". دار قتال شرس، حيث أظهرت "ليارا" مهاراتها القتالية، بينما أظهر "كالين" شجاعة لم يكن يعلم بوجودها داخله.

في لحظة حاسمة، تمكن "فالريك" من الوصول إلى السيف، لكنه فوجئ عندما رفضه السيف تمامًا. بدلاً من ذلك، اختار السيف "ليارا". "أنتِ النقية،" قال "الوصي" بصوت عميق. "لكن استخدام السيف يأتي بثمن."

اختارت "ليارا" التضحية بنفسها لتدمير السيف ومنع "فالريك" من استغلاله. وفي اللحظة التي فعلت فيها ذلك، انهار المعبد، تاركًا "كالين" وحيدًا. عاد إلى قريته حاملًا الذكريات والتجارب التي غيرت حياته، لكنه كان يعلم أن مغامرته لم تنتهِ بعد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أجنحة الامل : مستوحاه من رواية شاهين السماء

مذكرات نشال | للمعلم عبد العزيز "النص"

رواية : ملكة الملح الأسود | 2025

رواية: لعبة الساعات الزجاجية | لا أحد يهرب من عدّاد الذكريات

رواية شمس الغروب | مستوحاة من رواية "كبرياء وتحامل"

رواية : ظل العقاب | مستوحاه من روايه "الشيطان شاهين"

رواية : العابر بين النجوم | عن روايه الأمير الصغير

روايه: ظل القمر | عن قصة الزوجة والثعلب