رواية: لعبة الساعات الزجاجية | لا أحد يهرب من عدّاد الذكريات

الفصل الأول: بداية اللعبة كانت المدينة تبدو في ذلك الصباح أكثر هدوءًا من المعتاد، كأنها تخفي شيئًا في أعماقها... شيئًا لم يعتد عليه أحد. في زقاق ضيق بين بنايات قديمة متلاصقة، وقفت مكتبة "الكاتب العجوز" كما يعرفها أهل الحي. مكتبة متهالكة لكنها مليئة بالذكريات والكتب النادرة، وصاحبها "مارك" رجل تجاوز الستين بقلب طفل. كانت المكتبة ليست مجرد مكان للكتب، بل كانت ملجأ للقراء الذين يبحثون عن الهدوء والإلهام بين رفوفها التي تحمل تاريخ المدينة وأسرارها . لكن ما كان معلقًا على باب المكتبة في ذلك اليوم، لم يكن إعلانًا عن كتاب جديد، ولا عرضًا للقراء. كانت ساعة رملية صغيرة... تتأرجح بخفة كأنها تسخر من الزمن نفسه. كانت الساعة ذات قاعدة خشبية منحوتة بدقة، وزجاجها الرفيع يعكس الضوء بطريقة تجعلها تبدو كأنها جزء من عالم آخر . اقترب مارك منها بتردد، وهو يشعر بنوع من القلق الذي لم يسبق له أن شعر به من قبل. قلبها الزجاجي الرفيع، وحبيبات الرمل الذهبية بداخلها كانت تنساب ببطء ساحر، وفي قاعدتها وُجدت ورقة مطوية بإتقان. كانت الورقة سميكة، بيضاء اللون، وعليها خط يدوي أنيق ودقيق . أمس...