المشاركات

رواية: لعبة الساعات الزجاجية | لا أحد يهرب من عدّاد الذكريات

صورة
الفصل الأول: بداية اللعبة كانت المدينة تبدو في ذلك الصباح أكثر هدوءًا من المعتاد، كأنها تخفي شيئًا في أعماقها... شيئًا لم يعتد عليه أحد. في زقاق ضيق بين بنايات قديمة متلاصقة، وقفت مكتبة "الكاتب العجوز" كما يعرفها أهل الحي. مكتبة متهالكة لكنها مليئة بالذكريات والكتب النادرة، وصاحبها "مارك" رجل تجاوز الستين بقلب طفل. كانت المكتبة ليست مجرد مكان للكتب، بل كانت ملجأ للقراء الذين يبحثون عن الهدوء والإلهام بين رفوفها التي تحمل تاريخ المدينة وأسرارها . لكن ما كان معلقًا على باب المكتبة في ذلك اليوم، لم يكن إعلانًا عن كتاب جديد، ولا عرضًا للقراء. كانت ساعة رملية صغيرة... تتأرجح بخفة كأنها تسخر من الزمن نفسه. كانت الساعة ذات قاعدة خشبية منحوتة بدقة، وزجاجها الرفيع يعكس الضوء بطريقة تجعلها تبدو كأنها جزء من عالم آخر . اقترب مارك منها بتردد، وهو يشعر بنوع من القلق الذي لم يسبق له أن شعر به من قبل. قلبها الزجاجي الرفيع، وحبيبات الرمل الذهبية بداخلها كانت تنساب ببطء ساحر، وفي قاعدتها وُجدت ورقة مطوية بإتقان. كانت الورقة سميكة، بيضاء اللون، وعليها خط يدوي أنيق ودقيق . أمس...

روايه: في قبضة الموت | أسرار القدر المظلم

صورة
  الفصل الأول: اختيار غير مقصود كانت السماء تحتفظ بنوع من السكون الغريب في تلك الليلة. لم يكن هناك شيء يستدعي الاهتمام في القرية النائية التي كان مراد يعيش فيها، سوى ضوء القمر الذي كان يتسلل بخجل عبر النوافذ المغلقة. كانت الرياح تعزف أنغامًا باردة في الأفق، كأنها تهمس بأسرار قديمة، لا يدركها إلا أولئك الذين يستطيعون الاستماع . مراد، ذلك الشاب النحيف الذي يبلغ من العمر 17 عامًا، كان جالسًا في غرفته الضيقة فوق سطح المنزل. يطالع كتابًا قديمًا عن تاريخ لم يكن يهتم به، ويفكر في ما يمكن أن تؤول إليه حياته. كان في مكان ما بين الحلم والواقع، بين ما هو ممكن وما هو مستحيل. حياته كانت تمضي ببطء، كأنها كانت تتبع مسارًا محددًا، لكن من دون أن يكون هناك هدف واضح . في تلك اللحظة، حدث شيء غير عادي. دخلت الغرفة رائحة غريبة، كانت كريهة بعض الشيء، ولكنها حملت أيضًا شيئًا من الرهبة. كان ذلك الشعور الذي يشعر به المرء حين يعلم أن شيئًا سيغير مجرى حياته للأبد. نظر مراد حوله، متسائلًا عن مصدر هذه الرائحة. لكنه لم يجد أي تفسير منطقي . ثم ظهر. ليس بشكل مفاجئ، بل كما لو كان دائمًا هناك، يراقب، يراقب ف...

رواية : جوبا في مواجهة العالم | مستوحاه من احد روايات روس ويلفورد

صورة
  الفصل الأول: الهدوء الذي يسبق العاصفة في قلب بلدة صغيرة يلفها السكون، حيث البيوت متقاربة كأنها تتبادل الهمسات ليلًا، والشوارع ضيقة تتنفس بصعوبة بين الغابات التي تحيط بها من كل جانب، كان يعيش فتى يُدعى آدم، يبلغ من العمر اثني عشر عامًا، بوجه طفولي هادئ، وعيون لامعة كأنها تخفي أسرارًا أكبر من عمره بكثير. لم يكن آدم مثل بقية الأطفال في بلدته، كان مختلفًا، هادئ الطباع، يحب العزلة، عاشق للاختراع والتجربة، يقضي معظم وقته في مرآب صغير خلف منزل أسرته، حوّله بذكائه الغريب إلى ما يشبه مختبرًا صغيرًا . لكن الشيء الوحيد الذي كان يرافق آدم دائمًا ولا يفارقه، لم يكن جهازًا إلكترونيًا أو لعبة، بل كان كلبًا ضخمًا أسود اللون، أسماه "جوبا". كلب لم يكن يشبه أي كلب عادي، في عينيه ذكاء غريب، وفي تصرفاته ولاء استثنائي. كان جوبا بالنسبة لآدم أكثر من مجرد حيوان أليف، كان صديق طفولته، وحارس وحدته، ورفيقه في كل مغامراته الصغيرة . آدم أنقذ جوبا قبل سنوات، حين وجده جائعًا ضعيفًا في أطراف البلدة، يترنح بين الحياة والموت. ومنذ تلك اللحظة، كان بينهما رابط لا يراه أحد، لكنه كان أقوى من أي رابط آخر ....