مذكرات نشال | للمعلم عبد العزيز "النص"
الفصل الأول: الوصية
الأولى للنشال
لم أولد لصًا، لكنني
تعلمت أن اليد الخفيفة أسرع من الجيب العميق. كان اسمي عبد العزيز، واليوم ينادونني
بالنُّصّ. هكذا علّمتني الحياة في أزقة القاهرة القديمة، حيث الرجال يبتسمون لك في
وجهك بينما يخشون على محافظهم في قلوبهم.
أذكر أول مرة دسستُ
يدي في جيب أحدهم. كان ذلك في ميدان العتبة، وسط الزحام، والناس يتدافعون حول الباعة. شعرتُ بقلب
الرجل يدق أسرع مما ينبغي، أو ربما كان قلبي أنا. لم أكن أعلم أن سرقة أولى تعني الدخول
في عالم بلا عودة.
لكنني تعلمت. تعلمت أن
أنظر إلى الأعين، لا إلى الأيدي. تعلمت أن أنصت إلى وقع الخطوات، أن أميز بين صوت المعدن
وصوت الورق، بين الجيوب العميقة والجيوب الخاوية. كنت تلميذًا في مدرسة الشارع، وأساتذتي
هم أولئك الذين يختفون في لحظة دون أن يراهم أحد.
الفصل الثاني: قانون السوق
القاهرة في تلك
الأيام كانت مدينة لا تنام، والليل كان حليفًا لنا. لكل سوق قانون، وقانوننا كان بسيطًا: لا تسرق
أهل الحارة، ولا تخون من علمك، ولا تترك أثرك وراءك.
كان هناك رجل يُدعى
«المعلم
شوقي»،
يقال إنه لم يُقبض عليه يومًا. علمني أول درس: "لا تسرق إلا من الممتلئ، فالجائع يتمسك
بلقمته حتى الموت." وهكذا كنت أبحث عن الرجل الذي يمشي بخطوات واثقة،
لا ذاك الذي يحصي قروشه مرتين قبل أن يدفع.
الفصل الثالث: السرقة
الأكبر
لم تكن كل ليلة
كالأخرى. أحيانًا كان الصيد ثمينًا، وأحيانًا كنا نعود خالي الوفاض. لكن في
إحدى الليالي، حدث ما لم أكن أتوقعه. كانت هناك شائعة عن تاجر جاء من الإسكندرية يحمل معه
ذهبًا، وحين يكثر الحديث عن الذهب، تكثر الأيدي التي تمتد نحوه.
خططتُ مع "سيد اللول"،
زميلي في المهنة، للاقتراب منه في السوق. اقتربنا كأننا ظلّان، وسيد استخدم حرفيته
المعتادة ليلهيه في الحديث، بينما انزلقت يدي إلى جيبه. لكن ما لم نحسب حسابه أن الرجل كان متيقظًا
أكثر مما بدا عليه.
في اللحظة التي
أمسكت فيها بالذهب، وجدتُ يده تطبق على معصمي، وعيناه تلمعان بغضب مكبوت. لم أكن
أملك سوى خيار واحد: الهروب، لكن هل سأتمكن من الإفلات هذه المرة؟
الفصل الرابع: السقوط
الأول
كان هذا اليوم الذي
تعلمت فيه أن لكل نشال يومًا يسقط فيه. لم يكن السجن هو الخوف الحقيقي، بل الخوف من أن تعرف
الحارة أنك ضعفت. "لا تترك أثرًا"، قالها لي المعلم شوقي، لكنني تركتُ أثرًا هذه
المرة، أثر يدي المرتجفة، وأثرًا في دفتر الشرطة.
بعد تلك الليلة،
بدأت أفكر: هل يمكن للنشال أن يتوب؟ هل يمكنني أن أكون شيئًا آخر غير اليد التي تمتد
في العتمة؟ لكن الحياة لا تعطيك إجابات بسهولة، وأحيانًا عليك أن تسرقها بنفسك.
الفصل الخامس: الهروب
الكبير
بعد خروجي من السجن،
لم أعد كما كنت. أدركت أن العالم قد تغير، وأنني أصبحت مطاردًا. لم يعد لي مكان بين النشالين، ولم أستطع
العودة لحياة الشرفاء. كان عليّ أن أخوض مغامرة أخيرة، مخاطرة تضمن لي خروجًا
آمنًا من هذا العالم.
سمعت عن قافلة تجارية
ستمر من الميناء، محملة بالبضائع الثمينة. لم تكن مجرد سرقة، بل عملية معقدة تتطلب
التخطيط والجرأة. جمعت ما تبقى لي من أصدقاء، وضعنا خطة دقيقة، ولكن الأمور لم تسر كما كنا
نرغب. كان هناك خائن بيننا.
في تلك الليلة،
طاردتنا الشرطة، واضطررت للهرب عبر الأزقة المظلمة، أتنقل بين البيوت المهجورة وأقفز
فوق الأسطح. كنت أسمع صوت أنفاسي المتلاحقة، وأحس بدقات قلبي تتسارع. كان الهروب
هو الخيار الوحيد.
الفصل السادس: الأمل الجديد
بعد أيام من الهروب،
وجد عبد العزيز نفسه في مدينة الإسكندرية، المدينة التي كانت في ذلك الوقت تعتبر بوابة
التجارة والثقافة بين الشرق والغرب. في هذه المدينة المليئة بالتنوع الثقافي والاقتصادي،
بدأ عبد العزيز حياة جديدة كموظف في أحد الموانئ
كانت الإسكندرية
في هذا الوقت تشهد توسعًا في البنية التحتية، مع بناء السكك الحديدية وميناء جديد. عبد العزيز
كان شاهدًا على هذه الأحداث، وساهم في بعض الأعمال الصغيرة المتعلقة بها
الفصل السابع: الصداقة
المفاجئة
في أحد الأيام،
بينما يعمل عبد العزيز في الميناء، التقى بشاب مصري يُدعى "حسين"، الذي يعمل كمرشد سياحي. حسين عرض
على عبد العزيز فرصة جديدة للعمل كسائق لعربات الفسحة للسياح الأجانب
في نهاية القرن
التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كانت الإسكندرية تجذب العديد من السياح الأجانب،
وخاصة من أوروبا. عبد العزيز تعلم الكثير من هذه التجربة وتعرف على الثقافات المختلفة
الفصل الثامن: السر المكتشف
بينما يعمل عبد
العزيز كسائق، اكتشف عن طريق الصدفة مخطوطة قديمة داخل إحدى العربات التي يستخدمها. تبين أن
هذه المخطوطة تحتوي على معلومات تاريخية قيمة عن إحدى الكنوز المفقودة التي تعود إلى
العصر البطلمي.
خلال هذه الفترة،
كانت هناك العديد من الاكتشافات الأثرية في مصر، مثل اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في
وادي الملوك. عبد العزيز وجد نفسه منجذبًا إلى عالم الآثار والتحقيق في أسرار هذه المخطوطة
الفصل التاسع: المغامرة
الأخيرة
بدأت مغامرة جديدة
لعبد العزيز، حيث انطلق في رحلة للبحث عن الكنز المفقود. كانت هذه الرحلة مليئة بالمخاطر والتحديات،
وضعت عبد العزيز أمام اختبارات شديدة.
في هذه الرحلة،
التقى عبد العزيز بعالم آثار إنجليزي يُدعى "دكتور جونز"، الذي كان يسعى أيضًا للعثور على الكنز. كانت هناك
علاقة تنافسية وتعاونية بين عبد العزيز والدكتور جونز، حيث تبادلوا المعلومات وتعاونوا
في مواجهة التحديات.
الفصل العاشر: العودة
بالكنز
بعد مغامرات وصعوبات
كثيرة، تمكن عبد العزيز والدكتور جونز من العثور على الكنز المفقود. كانت لحظة
الانتصار عظيمة، ولكنها كانت تحمل أيضًا تحديات جديدة، حيث كان عليهما الحفاظ على الكنز
وحمايته من الطامعين.
عاد عبد العزيز
إلى الإسكندرية، ومعه جزء من الكنز الذي استخدمه لبداية حياة جديدة وشريفة و أصبح معروفًا
كصاحب دكان محترم.
تعليقات
إرسال تعليق