رواية : ملكة الملح الأسود | 2025

الفصل الأول: نبوءة البحر الغاضب

على أطراف إمبراطورية "أزارا"، وسط أمواج المحيط المتلاطمة، تقف جزيرة "نيمارا" شامخة كرمز للقوة والسحر. كانت هذه الجزيرة محكومة من قبل عائلة "ميراسين" لعدة قرون، حيث تمتلك نساؤها قدرة خارقة على التحكم بالمياه المالحة، قوة تتوارثها الأمهات لبناتهن. في قصرٍ عائم على سطح البحيرة السوداء، جلست الملكة "إيسالا ميراسين" على عرشها، عيناها المتلألئتان تعكسان ضوء القمر. الليلة لم تكن ليلةً عادية، إذ اجتمع حكماء المملكة لإعلان نبوءة جديدة: "سيولد وريث بقلبين، أحدهما للضوء والآخر للظلام. ستتزلزل الأرض تحت قدميه، وسيقرر مصير العرش"

الملكة إيسالا، التي لم تُنجب بعد، نظرت إلى الكهنة بعينين يملؤهما الغموض، فهل هذه النبوءة تخصها؟ أم تخص شخصًا آخر؟ لم يكن الليل هادئًا كما اعتادت، فقد شعرت الملكة ببرودة غير طبيعية تسري في الهواء، كأن البحر نفسه يهمس بتحذير خفي. وبينما كانت تغادر القاعة المقدسة، همس لها أحد الكهنة العجائز: "احذري يا ملكتنا، فالقوى القديمة تتحرك من جديد"

الفصل الثاني: وريثة العاصفة

بعد سنوات من الانتظار، وُلدت الأميرة "نايارا"، ابنة إيسالا، مختلفة عن بقية الورثة الملكيين. منذ لحظة ولادتها، تجمّدت مياه البحر في منتصف الليل، وارتفعت السماء كما لو أنها ترفض وجودها. لم تكن الأميرة كغيرها، إذ لم تمتلك فقط قوة تحريك المياه، بل امتلكت القدرة على السيطرة على الأمطار والعواصف، وهي قدرة لم تُرَ من قبل في تاريخ الجزيرة. كان قلبها ينبض بطاقة مزدوجة، نصفها يضيء كالشمس، ونصفها مظلم كالليل

لكن لم يكن الجميع سعيدًا بقدوم نايارا. في أحد القصور المخفية وسط الجبال، كانت "سيلينا كافراس"، زعيمة العائلة المنافسة، تخطط للانقلاب على حكم عائلة ميراسين. كان لديها ابن، "رونان"، شاب يتمتع بقوة غير مسبوقة، قادر على التحكم بالرياح والنار، وكان مؤهلًا ليصبح ملكًا لو لم تكن نايارا قد وُلدت.

عندما بلغت نايارا السابعة، لاحظت والدتها أن البحر أصبح أكثر هيجانًا كلما غضبت، وكأن قواها مرتبطة بمشاعرها. ذات ليلة، وبينما كانت تلعب قرب الشاطئ، رأت انعكاسًا غريبًا في الماء، وجهًا يشبهها لكنه ليس لها. ظنت أنها تتخيل، لكن همسات البحر بدأت تصبح أكثر وضوحًا، تخبرها أنها ليست وحدها

الفصل الثالث: صراع الورثة

في عيد ميلادها الثامن عشر، خاضت نايارا أول اختبار ملكي لها، وهو طقس مقدس يُظهر ما إن كانت تستحق العرش. ووسط الساحة العملاقة، أمام أعين الجميع، استدعت الأميرة عاصفة بحرية ضخمة، ليثبت للجميع أنها الوريثة الشرعية. لكن، في اللحظة التي ظنت فيها أن كل شيء تحت السيطرة، تدخل رونان، وأطلق موجة نارية كادت أن تدمر الساحة بأكملها.

تحول الاحتفال إلى معركة، حيث تصادمت قوتا نايارا ورونان، واهتزت الجزيرة تحت قدميهما. الملكة إيسالا أدركت حينها أن الحرب لم تعد مجرد شائعات، بل أصبحت واقعًا. بدأت العائلات النبيلة في الانقسام، البعض يرى أن نايارا هي الملكة الشرعية، والبعض الآخر يؤمن بأن رونان هو الأقوى. وسط هذا الصراع، بدأت الأميرة تلاحظ أن هناك همسات تأتيها من أعماق البحر، أصواتٌ تحذرها من خطر يقترب، خطر لم يكن رونان وحده مسؤولا عنه

الفصل الرابع: الظلام يزحف

بعد تلك الليلة، ازدادت التوترات بين العائلتين. بدأت الاغتيالات السرية، والمواجهات في الأزقة، وأصبحت المملكة على شفا حرب لا يمكن تجنبها. وفي وسط كل هذا، بدأت نايارا تكتشف جانبًا آخر من قوتها، فقد رأت في أحلامها أرواحًا غامضة تحذرها: "إحذري يا ملكة العاصفة، فأنتِ لستِ الوحيدة التي تحمل قلبين."

في أحد الأيام، تلقت الملكة إيسالا رسالةً غامضة: "المملكة ستنهار عند اكتمال القمر القادم. لا تثقي بأحد." لكن من أرسل هذه الرسالة؟ ولماذا تشعر نايارا بأن هناك يدًا خفية تحرك الأحداث؟ بدأت الأميرة تبحث في الكتب القديمة عن إجابات، حتى وجدت ذكرًا لنبؤة أخرى، تقول إن وريثًا مزدوج القلب يمكن أن يصبح إما أقوى ملوك نيمارا، أو آخرهم

الفصل الخامس: القرار الحاسم

في الليلة المنتظرة، عندما اكتمل القمر، اجتمعت نايارا ورونان في ساحة العرش، كلٌّ منهما مستعدٌ لإنهاء الآخر. لكن في لحظةٍ خاطفة، ظهرت قوة جديدة بينهما، ظلالٌ تتحرك من العدم، وكأن شيئًا آخر، أقوى منهما، كان ينتظر لحظة الصدام الكبرى. في تلك الليلة، لم تكن المملكة على شفا حرب بين ورثة العرش فقط، بل على شفا كشف سرٍّ قديم، كان مخفيًا عن الجميع

الأرض نفسها اهتزت، وكأن الجزيرة بدأت تتفاعل مع صراعهما. وبينما كانت العاصفة تزداد، أدركت نايارا الحقيقة: هناك قوة أخرى، منسية، تراقب مصير المملكة. هل ستتمكن نايارا من إنقاذ المملكة؟ أم أن البحر الأسود سيبتلع كل شيء؟ وبينما كانت الأفكار تدور في عقلها، شعرت بيد خفية تلمس كتفها، وصوت همس في أذنها: "لقد حان الوقت لاختيار الجانب الذي تنتمين إليه، ملكة الملح الأسود"

الفصل السادس: عودة الماضي

بينما كانت نايارا تحاول فهم مصدر الظلال الغامضة، اكتشفت غرفة سرية في أعماق القصر، تحتوي على مخطوطات قديمة تُشير إلى حرب ماضية لم يُسجلها التاريخ الرسمي. عرفت حينها أن رونان لم يكن العدو الوحيد، بل أن الظلال القادمة من البحر الأسود كانت تبحث عن وريث مزدوج القلب منذ قرون.

في تلك الأثناء، ظهر رونان أمامها، لكن هذه المرة لم يكن وحده. خلفه وقفت سيلينا كافراس، والدته، التي كشفت عن سر قديم: "أنتِ وأنا من نفس الدم، نايارا. نحن جزء من سلالة واحدة، سلالة وُلدت لتحكم أو تدمر كل شيء"

الفصل السابع: معركة العروش

في الليلة الحاسمة، اجتمعت القوات في ساحة المعركة الكبرى. سيلينا ورونان قادا الجيوش ضد نايارا، التي لم يكن لديها سوى البحر نفسه لحمايتها. ومع ارتفاع الأمواج العاتية، شعرت نايارا بالقوة الحقيقية في داخلها، واستخدمت قوتها لاستدعاء العاصفة الأعظم

حين التقت القوى، تردد صدى صرخة عظيمة في أرجاء الجزيرة، كأن الأرض نفسها كانت تختار حاكمها. وفي اللحظة الأخيرة، اتخذت نايارا القرار المصيري، قرار سيغير مستقبل نيمارا إلى الأبد

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أجنحة الامل : مستوحاه من رواية شاهين السماء

مذكرات نشال | للمعلم عبد العزيز "النص"

رواية: لعبة الساعات الزجاجية | لا أحد يهرب من عدّاد الذكريات

رواية شمس الغروب | مستوحاة من رواية "كبرياء وتحامل"

رواية : ظل العقاب | مستوحاه من روايه "الشيطان شاهين"

رواية : العابر بين النجوم | عن روايه الأمير الصغير

روايه: ظل القمر | عن قصة الزوجة والثعلب