رواية فرسان الشمس: عودة الفراعنة
الفصل الأول - بداية الرحلة
كان الصباح مشرقًا في القاهرة، حيث جلست نهله
في مكتبها بمتحف الآثار المصري، تحدق في قطعة أثرية غامضة بين يديها. كانت تلك
القطعة جزءًا من لغز قديم، أحد الأسرار المكتومة التي اكتشفتها في آخر بعثة أثرية
لها. تنهدت بعمق، وهي تحاول فك شفرات الرموز المنقوشة على سطحها.
"ماذا لديك هناك؟" سأل سعيد، صديقها المقرب، وهو ينظر إليها بفضول.
رفعت نهله عينيها إليه، ابتسامة خفيفة على
شفتيها. "لقد اكتشفت قطعة أثرية جديدة. لا أعرف بعد ما هي، لكنني أشعر أن
هناك شيئًا خاصًا بها."
أخذ سعيد القطعة بحذر من يديها، فحصها
بتركيز. "هذه رائعة! النقوش تبدو قديمة جدًا. هل فكرت في أن تكون جزءًا من
نبوءة فرعونية ما؟"
أومأت نهله برأسها ببطء. "لقد خطر ذلك
ببالي. الحقيقة أنني أشعر بشيء خاص تجاه هذه القطعة. كأنها تدعوني لاستكشاف ما
وراءها."
ابتسم سعيد بحماس. "إذن لماذا لا
تتبعين هذا الإحساس؟ ربما ستقودك هذه القطعة إلى اكتشاف أكبر من مجرد نبوءة
فرعونية."
أومأت نهله برأسها بحزم. "لقد قررت
ذلك بالفعل. سأبدأ بالبحث عن أي معلومات متاحة عن هذه القطعة. ربما تقودني إلى شيء
مذهل."
نهض سعيد من مقعده وضع يده على كتف نهله
بتشجيع. "أنا معك في هذه المغامرة. سأساعدك بكل ما أستطيع."
ابتسمت نهله بامتنان. "شكرًا لك، سعيد.
أعرف أنني أستطيع الاعتماد عليك."
بعد ذلك، بدأت نهله في البحث المكثف عن أي
معلومات متعلقة بالقطعة الأثرية الغامضة. تصفحت الكتب والسجلات القديمة، محاولة
إيجاد أي إشارة إليها. كانت مصممة على حل هذا اللغز، شعرت أن هناك شيئًا خاصًا به.
مرت الساعات وهي تغوص في البحث، حتى وجدت
إشارة خفيفة في إحدى المخطوطات القديمة. كانت تتحدث عن نبوءة فرعونية، تنبأت بعودة
الفراعنة في وقت الحاجة. شعرت نهله بحماس متزايد، وأدركت أن هذه القطعة قد تكون
جزءًا من هذه النبوءة المنسية.
"لا بد أنني على وشك اكتشاف شيء مذهل!" همست لنفسها، وهي تتصفح
المزيد من المراجع.
فجأة، اصطدمت بشخص ما في ممر المتحف، سقطت
المخطوطة من يديها. رفعت رأسها لتجد رجلاً طويلاً القامة ينظر إليها بحدة.
"آسفة، لم أكن أنتبه إلى طريقي." قالت نهله بتردد.
الرجل أمسك بالمخطوطة وناولها إليها.
"لا بأس. كنت منهمكًا في البحث أيضًا."
نظرت نهله إليه بتفحص. "هل أنت أيضًا
مهتم بهذه النبوءة الفرعونية؟"
ابتسم الرجل بخبث. "نعم، أنا مهتم
جدًا بها. ربما نستطيع التعاون في البحث عنها."
ترددت نهله لبرهة، شعرت بشيء ما في نظرات
الرجل. "أشكرك على العرض، ولكن أفضل أن أواصل البحث بمفردي."
أومأ الرجل برأسه بفهم، ثم ابتعد عنها دون
أن يقول شيئًا آخر. شعرت نهله بارتياح لابتعاده، لكن في داخلها كان هناك شعور
بالقلق. كان هناك شيء غامض في هذا الرجل.
عادت نهله إلى مكتبها، وواصلت البحث بتركيز
أكبر. كانت مصممة على الوصول إلى الحقيقة وراء هذه النبوءة المنسية. لا شيء سيقف
في طريقها، حتى لو واجهت تحديات أو مخاطر
الفصل الثاني: اللقاء
مع رامي
تُسرع نهله خطاها وهي تتبع الخريطة الغامضة
التي اكتشفتها في المتحف. قلبها يخفق بسرعة، وشعور بالحماس والفضول يملأها. لقد
كانت تشعر بوجود شيء خاص في تلك القطعة الأثرية، وها هي الآن على وشك اكتشاف ما قد
تخفيه.
تتوقف نهله أمام مدخل كهف قديم، مخفي بين
أنقاض الحضارة الفرعونية. تتأمل الخريطة مرة أخرى، وتتأكد من أنها في المكان
الصحيح. بتردد، تدخل الكهف المظلم، تحاول أن تتأقلم مع الظلام المحيط بها.
فجأة، تسمع صوتًا من الداخل. تتوقف في
مكانها، قلبها يدق بقوة. "من هناك؟" تصيح بصوت خافت.
"لا تخافي، لست عدوًا لك." ترد صوت رجل عميق وحكيم. "أنا
رامي، محارب من زمن الفراعنة. لقد انتظرتك."
نهله تشعر بارتباك، لكن فضولها يغلب على
خوفها. "كيف عرفت أنني سأكون هنا؟ وكيف عدت إلى الحياة؟"
يظهر رامي من الظلام، وجهه محفوف بالتجاعيد
ولكن نظراته ثاقبة وحكيمة. "لقد رأيت في رؤى أنك ستأتين هنا، وأنك ستكشفين
أسرار النبوءة القديمة. أنا هنا لأساعدك في رحلتك."
نهله تشعر بالارتياح تجاه هذا الرجل
الغامض. "إذن، هل ستساعدني في فهم ما تخفيه هذه الخريطة؟ لدي الكثير من
الأسئلة."
يبتسم رامي بحكمة. "سأجيب على كل
أسئلتك، ولكن دعينا نجلس أولاً. لدي الكثير لأخبرك به عن تاريخ هذه النبوءة وما
تعنيه للشعب المصري."
يشير رامي إلى منطقة مضاءة في الكهف، حيث
يجلسان معًا. نهله تستمع بانتباه وهي مأخوذة بكل ما يرويه هذا الرجل العجوز عن
الماضي البعيد.
"في زمن الفراعنة، كانت هناك نبوءة عظيمة تتحدث عن عودة أسياد الشمس
لإنقاذ مصر في وقت الحاجة. هذه النبوءة كانت محفوظة في أماكن سرية، وكان الفراعنة يحرسونها
بغيرة شديدة."
نهله تشعر بالإثارة. "إذن هذه هي
النبوءة التي أبحث عنها! لكن كيف عدت أنت إلى الحياة في هذا الزمن؟"
يتنهد رامي بحزن. "لقد نمت في سبات
طويل، إلى أن جاءت لحظة عودتي. كنت أحد حراس النبوءة، وقد حلفت أن أظل أراقبها حتى
يحين وقت عودتها. وها أنا ذا، أنتظر شخصًا مثلك ليساعدني في إحياء هذه النبوءة من
جديد."
تشعر نهله بالوقع الثقيل لهذه المهمة
الملقاة على عاتقها. "لكن كيف سأنجح في ذلك؟ هناك الكثير من الأسرار
والتحديات التي لا أعرف عنها شيئًا."
يضع رامي يده على كتف نهله بلطف. "لا
تقلقي، سأكون بجانبك في هذه الرحلة. سأشاركك كل ما أعرفه عن النبوءة والتاريخ
المحيط بها. معًا، سنكشف الحقيقة وننقذ مصر من خطرها المحدق."
تشعر نهله بالثقة تنمو داخلها. هذا الرجل
الحكيم يبعث فيها الأمل والإلهام. تبتسم وتقول: "حسنًا، دعنا نبدأ العمل.
أريد أن أتعلم كل ما تعرفه عن هذه النبوءة العظيمة."
يبادلها رامي الابتسامة، وبدأ يروي لها
قصصًا عن الفراعنة وأسرارهم المخفية. نهله تستمع بانتباه شديد، وهي تشعر بأن هذه
المغامرة ستغير مجرى حياتها إلى الأبد
الفصل الثالث:
تهديدات من الظلام
كانت نهله وراميٍ في طريقهما عبر الممرات
المظلمة والملتوية تحت الأهرامات، يتعقبان إشارات الخريطة الغامضة التي عثرت عليها
نهله في المتحف. لقد قادتهما إلى هذا الموقع السري، حيث كانا يأملان في العثور على
المزيد من الأدلة حول النبوءة القديمة التي تنبأت بعودة الفراعنة.
كان رامي يسير بحذر، مستخدمًا خبرته كمحارب
قديم لتوجيه نهله وحمايتها. "هذا المكان يشعر بالخطر،" همس رامي.
"لا أعرف ما الذي ينتظرنا هنا، لكننا يجب أن نكون على أهبة الاستعداد."
نهله أومأت برأسها بالموافقة. "لقد
وصلنا إلى هذه النقطة بسبب إصرارك على مساعدتي. لا أعرف ما الذي سنجده، لكن أنا
متأكدة من أن النبوءة موجودة هنا. يجب أن نكمل هذه المغامرة معًا."
فجأة، سمعا أصواتًا غامضة تتردد في
الممرات. كان هناك حركة في الظلام، وشعور بالوجود الخفي. رامي أمسك بسيفه بإحكام،
وقال لنهله بهمس: "ابقي خلفي. سنواجه أي خطر معًا."
تقدما ببطء، وهما يتأهبان لأي هجوم محتمل.
فجأة، ظهرت مجموعة من الرجال المسلحين، ينظرون إليهما بعيون شرسة. "توقفا حيث
أنتما!" صاح أحدهم. "لا تتحركا، وسنضمن سلامتكما."
نهله ورامي توقفا في مكانهما، وهما
يتبادلان نظرات قلقة. كان واضحًا أن هؤلاء الرجال يبحثون عن شيء ما، وأنهم مستعدون
للقتال من أجله.
"ما الذي تريدون منا؟" سأل رامي بحزم. "لماذا تتبعوننا؟"
أحد الرجال تقدم خطوة إلى الأمام.
"نريد الخريطة والنبوءة التي تحملانها. هذا الاكتشاف سيجلب لنا الثروة
والسلطة. لن نسمح لكما بالوصول إليها."
نهله شعرت بالخوف يسري في جسدها، لكنها
حاولت إخفاء ذلك. "لا تستطيعون أن تأخذوا منا ما ليس لكم. هذه النبوءة تخص
الشعب المصري بأكمله، وليس لأحد الحق في الاستحواذ عليها."
رامي رفع سيفه، مستعدًا للدفاع عن نفسه ونهله.
"لن نسمح لكم بالاقتراب. ابتعدوا عنا!"
الرجال تقدموا بخطوات متوعدة، وكان واضحًا
أنهم مصممون على الحصول على ما يريدون. نهله وجدت نفسها محاطة بالخطر، لكن لم تكن
مستعدة للاستسلام بسهولة. كانت مصممة على إنقاذ النبوءة وإعادة إحياء الفخر الوطني
للمصريين.
في تلك اللحظة، ظهرت شخصية أخرى في الظلام.
كانت امرأة ذات هيبة وجمال ساحر، تنظر إليهم بعينين حكيمتين. "كليوباترا!"
هتف رامي بدهشة.
"لا تخافا، أبنائي،" قالت كليوباترا بصوت هادئ. "أنا هنا
لمساعدتكما. دعوني أواجه هؤلاء الرجال."
نهله ورامي نظرا إليها بذهول، وهما يشعران
بالأمل والقوة تنبثق في داخلهما. كانت كليوباترا تمثل الماضي العظيم لمصر، وكأنها
جاءت لتذكرهما بأصولهما وبما يمكنهم تحقيقه معًا.
بخطوات واثقة، تقدمت كليوباترا نحو الرجال المسلحين. "لن تستطيعوا الاستحواذ على هذه النبوءة،" قالت بحزم. "هذا الاكتشاف ينتمي إلى الشعب المصري، وسيكون له تأثير عظيم على مستقبل بلادنا."
الرجال ترددوا للحظة، مبهورين بحضور
كليوباترا وثقتها. نهله ورامي انتهزا الفرصة وتقدما بسرعة، مستعدين لمواجهة أي
هجوم آخر.
"لا تفكروا حتى في الاقتراب منهما،" تابعت كليوباترا بصوت حازم.
"هذه النبوءة ستُحيي روح مصر القديمة وتوحد شعبنا. لن أسمح لكم بسرقتها."
الرجال تراجعوا خطوة إلى الوراء، وهم
ينظرون إلى كليوباترا بخوف واحترام. كان واضحًا أنهم لا يجرؤون على مواجهة هذه
الملكة القديمة.
نهله ورامي نظرا إلى بعضهما البعض بارتياح.
كان لدى كليوباترا القوة والحكمة التي كانا بحاجة إليها في هذه المعركة. مع وجودها
إلى جانبهما، شعرا أنهما قادرون على مواجهة أي تهديد.
"هيا بنا،" قالت كليوباترا وهي تلتفت إلى نهله ورامي. "لدينا
عمل كبير ينتظرنا. لا يمكننا السماح لهؤلاء بالاستحواذ على هذه النبوءة المقدسة."
وبخطوات ثابتة، انطلقوا معًا في الممرات
المظلمة، مصممين على استعادة النبوءة وإحياء مجد مصر القديمة
الفصل الرابع: ظهور كليوباترا
كان الهواء بارداً ومظلماً في الكهف
القديم، لكن شعلة المشعل التي حملها رامي أضاءت الطريق أمام نهله. لقد قضيا وقتًا
طويلاً في البحث عن أي إشارة للنبوءة المفقودة التي كان رامي قد حدثها عنها. ومع
كل خطوة، ازداد قلق نهله بشأن الأخطار التي قد تواجهها إذا سقطت النبوءة في أيدي
أشخاص آخرين.
"هناك شيء ما وراء هذه الجدران" قالت نهله بحذر، وهي تفحص الحجارة
بحثًا عن أي علامات أو رموز. "إذا كانت النبوءة حقيقية، فيجب أن نكون حذرين
للغاية."
رامي أومأ برأسه بموافقة. "لقد انتظرت
هذه اللحظة لقرون. إنها فرصة لإعادة إحياء ما كان مفقودًا منذ زمن بعيد." نظر
إلى نهله بعيون حكيمة. "لكن لا تنسي أن هناك قوى قوية ترغب في الاستحواذ على
هذه النبوءة. علينا أن نكون على حذر."
كانت نهله تشعر بالتوتر والقلق، لكن
إصرارها على اكتشاف الحقيقة كان أقوى من أي خوف. "أنا مستعدة" قالت
بثقة. "لنواصل البحث."
استمرا في التقدم عبر الممرات المظلمة،
وفجأة، رأت نهله شيئًا يلمع في الضوء. "انظر!" صاحت، مشيرة إلى لوحة
محفورة على الجدار.
رامي تقدم ليفحصها بعناية. "هذه رموز
قديمة... لا أصدق أننا عثرنا عليها!" نظر إلى نهله بإعجاب. "لقد قادتك
حدسك الصحيح إلى هذا المكان."
نهله شعرت بالفخر والحماس. "إذن هذه
هي النبوءة التي كنت تتحدث عنها؟ ما الذي تقول؟"
قبل أن يتمكن رامي من الإجابة، سمعا صوتًا
خافتًا من الخلف. "أنتما متأخران للغاية."
التفتا ليجدا امرأة تقف في الظلام، تحمل في
يدها مشعلاً مضيئًا. نهله شعرت بقشعريرة تسري في ظهرها عندما رأت وجهها.
"كليوباترا؟" همست بذهول.
الملكة الفرعونية ابتسمت بخبث.
"مرحبًا بكما في مملكتي." قالت بصوت حاد. "لقد كنت أنتظركما."
رامي تقدم بحذر، حمايةً لنهله. "ما
الذي تريدينه منا؟" سأل بحدة.
كليوباترا ضحكت. "أريد ما هو حق مصر -
النبوءة التي سيعيد الفراعنة مجدهم." نظرت إلى نهله بازدراء. "لقد كنت
أظن أنك ستكون أكثر ذكاءً من هذا، يا ابنة مصر."
نهله شعرت بالغضب يغمرها. "هذه
النبوءة تخص شعبنا. ليس لك الحق في الاستحواذ عليها!"
كليوباترا رفعت حاجبيها بتحد. "أنا
الملكة الوحيدة التي تستحق أن تقود مصر إلى مجدها القديم." أشارت إلى اللوحة
على الجدار. "هذه النبوءة هي ملكي."
رامي تقدم بغضب. "لن نسمح لك بذلك!"
ولكن قبل أن يتمكن من الهجوم، ظهر رجال
مسلحون من الظلام، محاصرين نهله ورامي. كليوباترا ابتسمت بانتصار. "لقد جئت
مستعدة. هذه النبوءة ستكون لي وحدي."
نهله شعرت بالخوف يسيطر عليها، لكن في تلك
اللحظة، رأت شيئًا يلمع في الظلام. كان ذلك وجه كليوباترا، ولكن هذه المرة كان
هناك تعبير مختلف عليه - تعبير الحكمة والقوة.
"لا تخافي، يا ابنتي" قالت كليوباترا بصوت هادئ. "أنت أقوى
مما تعتقدين."
نهله شعرت بالدفء ينتشر في قلبها. كانت
كليوباترا ترمز إلى قوة الأنثى والتاريخ العظيم لمصر. في تلك اللحظة، أدركت نهله
أن هذه المغامرة لم تكن مجرد بحث عن نبوءة قديمة - إنها كانت رحلة لاستعادة هويتها
وثقافتها.
بتصميم جديد، واجهت نهله المسلحين بشجاعة.
"هذه النبوءة هي ملك الشعب المصري" صاحت. "لن نسمح لك باستغلالها
لمصالحك الخاصة!"
رامي انضم إليها، وكانا مستعدين لمواجهة أي
تهديد. كليوباترا ابتسمت بفخر وأومأت برأسها بموافقة. الآن، كانوا جميعًا متحدين
في سبيل استعادة ما هو حق لمصر
الفصل الخامس -
استعادة النبوءة
نهله وصديقها رامي وقفا أمام المدخل
الرئيسي للكهف القديم، وهما يتأملان الرموز والنقوش الفرعونية التي تزين جدرانه.
بعد المواجهة المحتدمة مع كليوباترا والمجموعة التي تسعى للاستحواذ على النبوءة،
شعرا بالتوتر والقلق حول ما ينتظرهما داخل هذا المكان السري.
"هل أنت متأكد من أننا على الطريق الصحيح؟" سألت نهله بصوت خافت،
وهي تحاول إخفاء شكوكها.
رامي وضع يده على كتفها بحنان، ونظر إليها
بثقة. "لا تقلقي، نهله. النبوءة موجودة هنا، أنا متأكد من ذلك. نحن على أعتاب
اكتشاف أسرار قديمة ستغير مجرى التاريخ."
نهله أومأت برأسها بتردد، ثم تنهدت بعمق.
"حسنًا، لنواجه ما ينتظرنا. لقد وصلنا هذه المسافة، ولن أتخلى عن هذه
المغامرة الآن."
تقدما ببطء داخل الممرات المظلمة، مع حذرهم
من أي خطر محتمل. الرموز القديمة على الجدران تبدو وكأنها تراقبهم بعيون غامضة. نهله
أحست بوخزة في قلبها، وكأن الماضي يناديها.
فجأة، ظهرت أمامهم شخصية مألوفة.
كليوباترا، الملكة الفرعونية، واقفة بكل هيبتها وجلالها، تحدق فيهما بنظرة ثاقبة.
"أهلا بكما، أبناء مصر" قالت بصوت هادئ. "لقد كنت أنتظركما."
نهله شعرت بالغضب يغمرها. "ماذا
تريدين منا؟ هذه النبوءة تخص شعبنا، ليس لك الحق في الاستحواذ عليها!"
كليوباترا رفعت يدها بهدوء، مشيرة إلى
الممر أمامهما. "لا تقلقي، لست هنا لأعرقل مسيرتكما. بل على العكس، أنا هنا
لأساعدكما."
رامي نظر إليها بشك. "وما الذي يدفعك
للمساعدة؟ ما مصلحتك في هذا الأمر؟"
ابتسمت كليوباترا بحكمة. "مصلحتي هي
مصلحة مصر. هذه النبوءة تخص مستقبل بلادنا، وأنا مستعدة لفعل أي شيء من أجل
استعادة عظمتها."
نهله تردد للحظة، ثم قالت بحزم:
"حسنًا، فلنكمل هذه المغامرة معًا. لكن أنا أقود الطريق."
كليوباترا أومأت برأسها بموافقة، ثم تقدمت
لتسير بجوار نهله ورامي في الممر المظلم. شعور من الحماس والتصميم امتلأ قلوبهم
جميعًا.
كلما تقدموا، ظهرت المزيد من الرموز
والنقوش التي تشير إلى النبوءة المفقودة. نهله كانت مبهورة بالجمال والعظمة التي
تنبعث من هذه الآثار القديمة. رامي كان يشرح لها بحماس عن معانيها وأهميتها
التاريخية.
فجأة، سمعوا صوت أقدام تقترب. تأهبوا
للدفاع عن أنفسهم، لكن لم يكن هناك أي خطر. بدلاً من ذلك، ظهر سعيد، صديق نهله،
وهو يركض باتجاههم.
"نهله! لقد وجدتكم أخيرًا!" صاح سعيد وهو ينفس أنفاسه. "لقد
تعقبتكم منذ فترة. أنا قلق عليكم!"
نهله ابتسمت بدفء وأحاطته بذراعيها.
"لا داعي للقلق، سعيد. نحن بخير. لقد وصلنا إلى خطوة مهمة في مغامرتنا."
سعيد نظر بتساؤل إلى كليوباترا وإلى الرموز
المنتشرة على الجدران. "ماذا هذا كله؟ هل وجدتم النبوءة المفقودة؟"
رامي وضع يده على كتف سعيد. "نعم، يا
صديقي. وسنحتاج إلى مساعدتك لاستكمال هذه المهمة."
ابتسم سعيد بحماس. "حسنًا، فأنا جاهز.
ماذا علينا أن نفعل؟"
نهله نظرت إلى أصدقائها وكليوباترا بثقة.
"لنكمل هذه المغامرة معًا. لقد وصلنا هذه المسافة، ولن نتوقف الآن."
تقدموا جميعًا في الممر المظلم، متحدين
المخاطر والتحديات التي قد تنتظرهم. نهله شعرت بالقوة والإلهام تنبثق داخلها، وهي
مصممة على استعادة النبوءة وإنقاذ مصر
تعليقات
إرسال تعليق