رواية المدينة المظلمة
الفصل
الاول- بداية الغموض
كان الليل
هادئًا في المدينة العريقة، إلا أن هذا الهدوء لم يدم طويلاً. في أحد أحياء الطبقة
الراقية، اقترب رجل ذو ملامح قاسية من الجثة التي كانت ملقاة على الأرض. كان
الموقع بعيدًا عن الأنظار، لكن لا شيء يمكن أن يخفى على عيني المحقق رامي.
رامي كان محققًا
خاصًا ذا خبرة واسعة في حل الألغاز المعقدة. كان ينظر إلى الجثة بتركيز شديد،
مدركًا أن هذه الجريمة ستكون مختلفة عن غيرها. سرعان ما وصل العميد عادل، ضابط
الشرطة المنظم والواعي، إلى المكان.
"ما الذي لدينا هنا؟" سأل العميد
بلهجة حازمة.
رامي أجاب
بهدوء: "جثة رجل في العقد الرابع من عمره. لا يبدو أنه ضحية لعملية سطو أو
نهب. الجروح تشير إلى طعنات متعددة".
سالى، شريكة
رامي المتفرقة، وصلت في هذه اللحظة. كانت تمتلك مهارات تحليلية قوية وفهمًا عميقًا
للتفاصيل الدقيقة.
"هل لديك أي تلميحات عن هوية الضحية أو
ما الذي حدث هنا؟" سألت سالى بلهجة جادة.
رامي أجاب:
"لا يوجد أي هوية على الجثة. ولكن هناك بعض الأشياء الغريبة. لاحظ هذه الطعنة
في الصدر - إنها عميقة ومتقنة التنفيذ. هذا لا يبدو عملاً عشوائيًا".
العميد عادل
تأمل الموقع بعناية. "هذه الجريمة تختلف عن غيرها. لا يوجد أي سرقة أو دليل
على نزاع. ربما نحن أمام قتل متعمد".
سالى أضافت:
"إذن فالسؤال هو: من كان الهدف؟ وما الدافع وراء هذا القتل؟"
رامي أومأ
برأسه. "سنحتاج إلى البحث عن أي تلميحات أو شهود. هذه الجريمة لا تبدو عادية
على الإطلاق".
في هذه اللحظة،
اقتربت امرأة من المكان. كانت تبدو قلقة وخائفة. "ماذا حدث هنا؟" سألت
بصوت متردد.
العميد عادل
اقترب منها. "آنسة سماح، نحن نحقق في حادث وفاة. هل لديك أي معلومات قد
تفيدنا؟"
سماح ارتبكت
قليلاً. "لا، لا أعرف شيئًا. كنت في منزلي عندما سمعت الضوضاء. لم أتوقع أن
أجد هذا المشهد المروع".
رامي تفحص
تعبيرات وجهها بحذر. "هل لديك أي صلة بالضحية؟" سأل بلهجة حازمة.
سماح ردت بسرعة:
"لا، لا أعرفه على الإطلاق. أنا مجرد جارة هنا. لا أعلم ماذا حدث".
سالى تدخلت:
"حسنًا، نحن سنحتاج إلى التحدث معك لاحقًا. ربما تكون لديك معلومات قد
تساعدنا في التحقيق".
سماح أومأت
برأسها بتردد، ثم ابتعدت بسرعة. رامي لاحظ أن سلوكها كان غير طبيعي، لكنه لم يعلق
على ذلك في الوقت الحالي.
العميد عادل
قال: "حسنًا، لدينا بداية جيدة. لكن هذه الجريمة تبدو معقدة. سنحتاج إلى كل
ما لديكم من خبرة لحل هذا اللغز".
رامي أجاب بثقة:
"لا تقلق، سنصل إلى الحقيقة. هذه المرة لن تفلت الجاني من العدالة".
سالى نظرت إلى
رامي بتفهم. كانت تعلم أن هذه القضية ستكون تحديًا كبيرًا لهما، لكنها كانت مقتنعة
بأن رامي سيتمكن من الوصول إلى الحقيقة.
كانت بداية غامضة لقضية ستجعلهم يواجهون الكثير من التحديات والصراعات الداخلية والخارجية. لكن رامي وسالى كانا مصممين على الكشف عن الحقيقة والعدالة، مهما كان الثمن
الفصل
الثاني: تحليل الأدلة
بعد الاكتشاف
المفاجئ للجثة في الفصل السابق، بدأ رامي وسالى في جمع الأدلة والشهادات من سكان
الحي الراقي. كان الحي مليئًا بالشخصيات المتنوعة، كل منهم له حكاياته وأسراره
الخاصة.
رامي جلس مع
العميد عادل في مكتبه، مناقشًا التطورات الأولى في التحقيق. "لقد استجوبنا
سماح مرة أخرى، لكن لا يزال لديها القليل من المعلومات المفيدة. يبدو أنها تخفي
شيئًا ما، لكن لا أستطيع تحديد ما هو."
أومأ العميد
عادل برأسه. "أنا أشك أيضًا في سلوكها. هناك شيء ما في طريقة تعاملها معنا
يثير الشكوك. لا أعتقد أنها تروي لنا كل ما تعرفه."
رامي تنهد
بإحباط. "نحن بحاجة إلى مزيد من الأدلة. هذه الجريمة أكثر تعقيدًا مما كنا
نتوقع. لا يمكننا أن نحكم على سماح بشكل قاطع في هذه المرحلة."
"أنا أدرك ذلك، لكن العميد آخر هنا يضغط
علينا للوصول إلى نتيجة سريعًا،" أجاب العميد عادل. "لا أريد أن نتسرع
ونخطئ في تحديد الجاني الحقيقي."
رامي أومأ
بموافقة. "سأبذل قصارى جهدي للتأكد من أننا نتبع الأدلة بعناية. هذه القضية
ليست بسيطة كما يبدو في الظاهر."
غادر رامي مكتب
العميد عادل وانضم إلى سالى في مكتبهما الخاص. كانت سالى منهمكة في تحليل الأدلة
التي تم جمعها حتى الآن.
"لقد وجدت بعض التناقضات في إفادات
الشهود," قالت سالى وهي تشير إلى الملفات المنتشرة على المكتب. "هناك
بعض التفاصيل التي لا تتطابق مع بعضها البعض."
رامي جلس
بجانبها وبدأ في مراجعة الأدلة. "هذا مثير للاهتمام. ماذا اكتشفت تحديدًا؟"
"حسنًا، على سبيل المثال، هناك اختلاف
في الوقت الذي شوهدت فيه سماح قرب موقع الجريمة. بعض الشهود قالوا إنهم رأوها هناك
قبل الحادث بساعات، بينما آخرون قالوا إنهم رأوها بعد اكتشاف الجثة بوقت
قصير،" شرحت سالى.
رامي تأمل في
الأوراق لبرهة. "هذا يثير الشكوك بالتأكيد. إذا كان هناك اختلاف في الأوقات،
فربما تكون سماح قد حاولت إخفاء شيء ما."
"بالضبط. ولكن هناك أيضًا تناقضات في
إفادات الجيران الآخرين. بعضهم قال إنهم لم يروا أي شخص مشبوه في الحي في ذلك
اليوم، بينما آخرون ذكروا أنهم رأوا سيارة غريبة تقف قرب المنزل،" أضافت سالى.
رامي تنهد
بإحباط. "هذا يجعل الأمر أكثر تعقيدًا. إذا كان هناك اختلافات في الشهادات،
فمن الصعب تحديد ما حدث بالضبط."
"لا بد أن هناك شيء ما يربط هذه
التناقضات معًا. ربما إذا تمكنا من الحصول على مزيد من المعلومات عن سماح وماضيها،
سنتمكن من فهم دورها في هذه القضية بشكل أفضل،" اقترحت سالى.
رامي أومأ
بموافقة. "أوافق. لنحاول الاستفسار عن سماح مرة أخرى. ربما سنتمكن من إقناعها
بالكشف عن المزيد مما تخفيه."
غادر رامي وسالى
المكتب وتوجها إلى منزل سماح مرة أخرى. كان الحي هادئًا في ذلك اليوم، مما أتاح
لهما فرصة للتحدث بهدوء مع الجيران والبحث عن أي تفاصيل إضافية قد تساعدهما في فهم
الأحداث.
كلما تعمقا في
التحقيق، ازدادت الأسئلة والتناقضات. كان رامي مصممًا على حل هذه اللغز، لكن كان
يشعر بأن هناك الكثير من الأسرار التي لم يتم الكشف عنها بعد
الفصل
الثالث - الغموض يزداد
كان رامي جالسًا
في مكتبه، يحدق في ملفات القضية المنتشرة أمامه. لقد مرت ساعات طويلة منذ اكتشاف
الجثة في الحي الراقي، وكان لا بد من تقديم نتائج ملموسة للعميد عادل في أسرع وقت
ممكن. ضغط رامي على جبهته بإحباط، وهو يشعر بالتوتر المتزايد.
دخلت سالى إلى
المكتب وأغلقت الباب خلفها. "لقد عثرنا على بعض التناقضات في إفادات الشهود،
خاصة فيما يتعلق بتحركات سماح في ذلك اليوم. إنها تخفي شيئًا ما، أنا متأكدة من
ذلك."
رامي أومأ
برأسه. "لقد أدركت ذلك أيضًا. هناك الكثير من الأسرار التي لا تزال مخفية
عنا. وكلما حاولنا الوصول إلى الحقيقة، زادت التعقيدات."
سالى جلست على
حافة المكتب وأخذت تتصفح الملفات. "لا أستطيع أن أفهم لماذا تبدو سماح
متورطة، ولكن في نفس الوقت، هناك شيء ما في سلوكها يشير إلى أنها ربما ضحية أيضًا.
إنها لغز حقيقي."
رامي أغلق الملف
الذي كان يقرأه وتنهد بصوت عال. "لقد طلب مني العميد عادل الانتهاء من هذه
القضية بأسرع ما يمكن. إنه يشعر بالقلق من تأثير هذه الجرائم على المدينة. لكن
كلما تعمقنا في التحقيق، زادت الأسئلة التي لا إجابة لها."
سالى وضعت يدها
على ذراع رامي بتعاطف. "نحن سنحل هذا اللغز، رامي. لقد واجهنا تحديات أصعب من
هذا من قبل. علينا فقط أن نكون أكثر حذرًا وصبرًا هذه المرة."
نظر رامي إلى سالى
بتقدير. "لقد أثبتِت نفسك كشريكة قيّمة، سالى. لا أعرف ما كنت سأفعله بدونك."
ابتسمت سالى
بدفء. "هذا ما نفعله دائمًا، أليس كذلك؟ نحن فريق متكامل."
في هذه اللحظة،
دخل العميد عادل إلى المكتب بخطوات حازمة. "لقد حصلت على معلومات جديدة تتعلق
بالقضية. علينا أن نستجوب سماح مرة أخرى."
رامي وسالى
تبادلا نظرة سريعة قبل أن ينهضا من مقاعدهما واتبعا العميد إلى غرفة الاستجواب.
سماح كانت جالسة
على كرسي في الغرفة، تنظر إلى أرضها بتوتر. رفعت رأسها عندما دخل رامي وسالى
والعميد عادل.
"سماح، لدينا بعض الأسئلة إضافية نود أن
نسألك عنها," بدأ العميد عادل بنبرة رسمية. "لقد وجدنا تناقضات في
إفاداتك السابقة."
سماح ارتبكت
قليلاً. "لا أدري ما تقصدون. لقد أخبرتكم كل ما أعرفه."
رامي تقدم خطوة
إلى الأمام. "سماح، نحن نعلم أنك كنت في الحي في ذلك اليوم. لماذا لم تخبرينا
بذلك من البداية؟"
سماح أخذت نفسًا
عميقًا قبل أن تجيب. "لقد كنت أخاف. لا أعرف ما الذي حدث بالضبط، ولكن كنت
أشعر بأنني في خطر."
سالى تقدمت إلى
الأمام. "ما الذي كنت تخافين منه، سماح؟ هل هناك شيء ما تخفينه عنا؟"
سماح بدت وكأنها
تتردد قبل أن تتكلم. "لقد رأيت شخصًا ما يبتعد من موقع الجريمة في ذلك اليوم.
لكني لم أستطع التعرف عليه بوضوح."
رامي وسالى
تبادلا نظرة متفهمة. كان واضحًا أن سماح تخفي المزيد مما تقول.
"هل هناك أي شيء آخر تريدين إخبارنا به،
سماح؟" سأل رامي بهدوء.
سماح تردّدت
للحظة قبل أن تجيب. "لقد كنت أعرف الضحية. لم أكن أعرف أنه سيُقتل بهذه
الطريقة المروعة."
العميد عادل
تقدم إلى الأمام. "هل كان لديك علاقة مع الضحية؟ هل هناك أي سبب كان لديك
لكراهيته؟"
سماح أغمضت
عينيها بألم. "لقد كان زوجي السابق. لقد هجرني منذ سنوات وتركني وحيدة. لم
أكن أعلم أنه سيعود ليؤذيني مرة أخرى."
رامي وسالى شعرا
بالصدمة من هذا الكشف المفاجئ. كان واضحًا أن سماح كانت ضحية أيضًا في هذه القضية
المعقدة.
"سماح، هل هناك أي شخص آخر قد يكون له
صلة بهذه الجريمة؟" سألت سالى بلطف.
سماح أومأت
برأسها ببطء. "لا أعرف. لقد كنت أخاف طوال الوقت. لم أكن أستطيع الوثوق بأحد."
رامي أدرك أن
سماح تخفي المزيد مما تقول. لكن في هذه المرحلة، كان عليهم أن يكسبوا ثقتها إذا
أرادوا الوصول إلى الحقيقة الكاملة.
"شكرًا لك على تعاونك، سماح," قال
رامي. "سنحتاج إلى المزيد من الوقت للتفكير في كل ما قلتِه."
سماح أومأت
برأسها بارتياح واضح على وجهها. رامي وسالى تركوا الغرفة وهما يتبادلان نظرات قلقة.
"هناك الكثير من الأسرار التي لا تزال
مخفية," قال رامي. "ولا أعرف إلى أين ستقودنا هذه القضية."
سالى وضعت يدها
على كتف رامي بتفهم. "لا تقلق. سنواصل البحث عن الحقيقة، مهما كان الثمن. هذه
القضية لا تزال بحاجة إلى الكثير من الكشف."
رامي أومأ برأسه
وتنهد بصوت عال. "لقد أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا مما كنت أتوقع. لكننا لن
نستسلم. سنواصل البحث حتى نكشف كل الأسرار المخفية
الفصل
الرابع: المواجهة
كان رامي وسالى
قد أمضيا ساعات طويلة في مراجعة الأدلة والشهادات المتناقضة، وكلما تعمقا أكثر،
ازداد الغموض حول جريمة القتل هذه. لم يكن هناك ما يكفي من المعلومات للوصول إلى
نتيجة قاطعة، لذلك قرر الاثنان استدعاء سماح مرة أخرى لاستجوابها بشكل مباشر.
دخلت سماح غرفة
التحقيقات بحذر، عيناها تبحثان عن أي إشارة تكشف عن نوايا رامي وسالى. جلست على
الكرسي المقابل لهما، وهي تحاول إخفاء توترها بابتسامة باهتة.
"سماح، نحن نعلم أنك تخفين شيئًا
عنا،" بدأ رامي بلهجة حازمة. "لقد وجدنا تناقضات في إفاداتك السابقة، وهناك
أدلة تشير إلى أنك كنت في الموقع في وقت الجريمة."
سماح تنهدت
بعمق، ثم رفعت نظرها إلى رامي وسالى. "لقد كنت متزوجة من الضحية سابقًا. لم
أكن أريد أن أذكر ذلك لأنني لا أريد أن أكون متورطة في هذه القضية."
ارتفع حاجبا
رامي في دهشة. "متزوجة من الضحية؟ لماذا لم تذكري ذلك من قبل؟"
"كان زواجنا سريًا، وانتهى بطلاق قبل
وقت قصير من وفاته. لم أكن أريد أن أجذب الانتباه إليّ،" أجابت سماح بصوت
منخفض.
سالى تقدمت إلى
الأمام، مسندة ذراعيها على الطاولة. "هناك شيء ما تخفينه عنا، سماح. إذا كنت
تريدين منا المساعدة، فعليك أن تكون صادقة معنا."
نظرت سماح إلى سالى
لبرهة، ثم أومأت برأسها بتردد. "حسنًا، سأخبركما كل شيء. ولكن أرجو منكما أن
تفهما موقفي."
رامي وسالى
استمعا بانتباه بينما سردت سماح قصتها المؤلمة. كان زواجها من الضحية قد انتهى
بسبب عنفه المتزايد وسيطرته عليها. لقد هربت منه، لكنه لم يتركها بسلام. كان
يتابعها ويهددها باستمرار، حتى أنه حاول قتلها مرة واحدة. في اليوم الذي عُثر فيه
على جثته، كانت سماح في المنطقة لأنها كانت تحاول الهرب مرة أخرى.
"لم أكن أنا من قتله، أقسم بذلك!"
صرخت سماح وهي تبكي. "لقد خفت أن تتهموني بالجريمة، لذا لم أذكر علاقتنا
السابقة."
رامي أغمض عينيه
للحظة، محاولاً استيعاب كل ما سمعه. كان واضحًا أن سماح لم تكن المذنب الوحيد في
هذه القضية. هناك قوى أخرى في اللعبة، وربما كان الضحية نفسه متورطًا في أمور أكثر
خطورة.
"سماح، نحن نفهم موقفك الصعب. لكن علينا
أن نعرف كل التفاصيل حتى نتمكن من حل هذه الجريمة،" قال رامي بلطف.
سالى أضافت،
"نحن هنا لمساعدتك، سماح. إذا كنت ضحية، فنحن سنحمي حقوقك. لكن علينا أن نعرف
الحقيقة كاملة."
تردد في عينَي
سماح لحظات قبل أن تومئ برأسها بموافقة. "حسنًا، سأخبركما كل ما أعرفه."
بدأت سماح في
سرد تفاصيل أكثر عن علاقتها المضطربة مع الضحية وما حدث في اليوم المصيري. كلما
تقدمت في حكايتها، ازداد رامي وسالى قناعة بأن هناك قوى خفية تقف وراء هذه
الجريمة. لم يكن الأمر مجرد جريمة عشوائية، بل جزء من لعبة أكبر.
عندما انتهت
سماح من سردها، سادت لحظات من الصمت المطبق في الغرفة. رامي وسالى تبادلا نظرات
متفهمة، وهما يدركان أن المواجهة القادمة ستكون أكثر تعقيدًا مما كانا يتوقعان.
"شكرًا لك على إخبارنا بهذه التفاصيل،
سماح. لقد ساعدتنا كثيرًا في فهم الصورة الكاملة،" قال رامي وهو ينهض من
مقعده.
سالى أضافت،
"سنفعل كل ما في وسعنا لحمايتك وإيجاد العدالة. لكن علينا أن نتابع التحقيق
الآن."
سماح نظرت
إليهما بامتنان. "أنا أثق بكما. أرجو منكما فقط أن تحذرا من القوى الخفية
التي تقف وراء هذا كله."
غادر رامي وسالى
غرفة التحقيقات، وهما يشعران بثقل جديد على كاهليهما. لقد أصبحت القضية أكثر
تعقيدًا مما كانا يتوقعان. كان عليهما الآن مواجهة أعداء قوياء ومؤثرين في
المدينة، وهو ما سيتطلب منهما الكثير من الحذر والمهارة.
"هذه القضية تتخطى مجرد جريمة
قتل،" قال رامي وهو يمشي بجوار سالى في ممر المبنى. "هناك أشياء كثيرة
لا نعرفها بعد."
سالى أومأت
برأسها بتفكير. "نعم، وعلينا أن نكون على حذر. لا أعرف من الذي يقف وراء هذا
كله، لكن سيكون علينا مواجهتهم."
رامي وضع يده
على كتف سالى بثقة. "لا تقلقي. سنحل هذه القضية معًا. لدينا كل ما نحتاجه
لكشف الحقيقة."
ابتسمت سالى
بتفاؤل. رغم التحديات التي ستواجههما، كانت واثقة بأن رامي وشراكتهما ستكونان قوة
دافعة لهما في هذه المعركة. كان الوقت قد حان لمواجهة الأسرار المظلمة التي تخفيها
هذه المدينة
الفصل
الخامس - كشف الجاني
كان الجو
مشحونًا بالتوتر في مكتب رامي عندما دخلت سالى وهي تحمل ملفًا سميكًا. لقد قضت
الليلة الماضية تستكشف كل تفاصيل الجريمة مرة أخرى، وكانت متأكدة من أنها وصلت إلى
خيط يمكن أن يقودهم إلى الجاني الحقيقي.
"لقد وجدت شيئًا مثيرًا للاهتمام،
رامي،" قالت وهي تضع الملف على المكتب. "لقد تمكنت من ربط بعض التفاصيل
التي كنا قد تجاهلناها في البداية."
رامي رفع حاجبيه
باهتمام وفتح الملف، وهو يتصفح الأوراق بعناية. "ما الذي وجدته؟"
"لقد أعدت النظر في إفادات الشهود حول
تحركات سماح في يوم الجريمة،" قالت سالى. "وجدت تناقضًا في إفادتها عن
موقعها في الوقت الذي تم فيه اكتشاف الجثة."
رامي أومأ برأسه
وهو يقرأ الملاحظات. "نعم، أنا أذكر ذلك. لقد بدا أمرًا غريبًا، لكن لم نكن
نملك ما يكفي من الأدلة لمواجهتها به."
"حسنًا، لقد أعدت تتبع تحركاتها في ذلك
اليوم،" قالت سالى، "وتوصلت إلى نتيجة مثيرة للاهتمام. تبين أن سماح
كانت في الواقع في موقع آخر بالقرب من الجريمة في الوقت الذي ادعت فيه أنها كانت
في مكان آخر."
رامي أغمض عينيه
للحظة وهو يفكر في ذلك. "إذا كانت سماح قد كذبت حول موقعها، فذلك يعني أنها
متورطة بطريقة ما. لكن لماذا تفعل ذلك؟"
"ربما كانت تحاول إخفاء علاقتها
بالضحية،" اقترحت سالى. "تذكر أنها كانت متزوجة منه سابقًا."
"نعم، لكن لماذا تكذب على ذلك؟"
تساءل رامي. "إذا كانت تحاول الهرب منه، فلماذا لا تُظهر ذلك بشكل مباشر؟"
"ربما هناك أكثر مما تبدو عليه
الأمور،" قالت سالى. "علينا أن نستكشف هذا الأمر بعمق أكبر."
في هذه اللحظة،
دخل العميد عادل إلى المكتب بوجه جاد. "أنا آسف لمقاطعتكم، لكن هناك تطور
جديد في القضية."
رامي والتفت
إليه بانتباه. "ماذا حدث؟"
"لقد تم العثور على جثة أخرى في إحدى
الحدائق العامة،" أجاب العميد. "وهناك علامات تشير إلى أنها جزء من نفس
السلسلة من الجرائم."
رامي وسالى
تبادلا نظرة قلقة. كانت هذه الجريمة الثانية خلال أسبوعين فقط. كان واضحًا أن هناك
شخصًا ما يقوم بارتكاب هذه الأفعال الإجرامية بطريقة منهجية.
"هل لديك أي معلومات جديدة عن الضحية أو
ظروف الجريمة؟" سأل رامي.
"نعم،" أجاب العميد. "لقد
تمكنا من تحديد هوية الضحية. إنه رجل في منتصف العمر يدعى خالد. وفقًا للتقرير
الأولي، فقد تم طعنه عدة مرات."
رامي أومأ برأسه
وهو يفكر في ذلك. "هل هناك أي صلة بين هذه الجريمة والأولى؟"
"لا نعرف بعد،" قال العميد.
"ولكن مع وجود نمط واضح في طريقة ارتكاب الجرائم، فإننا نعتقد أن هناك
احتمالية كبيرة لوجود صلة."
"حسنًا،" قال رامي، وهو ينهض من
مقعده. "سالى وأنا سنذهب إلى موقع الجريمة الجديد ونبدأ في جمع المزيد من
الأدلة. ربما نتمكن من العثور على رابط بين الحادثتين."
العميد أومأ
برأسه. "حسنًا، سأرسل لكم فريق الجرائم للمساعدة. هذه الجرائم تبدو أكثر
تعقيدًا مما كنا نتوقع."
بينما كان رامي
وسالى يتوجهان إلى موقع الجريمة الجديد، كان كل منهما منشغلًا بأفكاره الخاصة.
كانت هناك شكوك متزايدة حول ضلوع سماح في هذه الأحداث، ولكن لم يكن لديهما ما يكفي
من الأدلة لمواجهتها به بعد.
عندما وصلا إلى
الحديقة، كان فريق الجرائم قد بدأ بالفعل في تأمين المنطقة وجمع الأدلة. رامي وسالى
بدآ في التفتيش عن أي تفاصيل قد تساعدهما على ربط هذه الجريمة بالأولى.
بعد ساعات من
البحث والتحليل، تمكنا من العثور على بعض الأدلة المثيرة للاهتمام. كان هناك بصمات
غير مطابقة لأي من الضحايا أو المشتبه بهم السابقين. كما أن هناك آثار لمادة
كيميائية نادرة على الجثة، مما يشير إلى أن القاتل قد استخدم أسلوبًا محددًا في
ارتكاب الجريمة.
"هذه الأدلة تؤكد أن هناك شخصًا آخر
متورطًا في هذه الجرائم،" قال رامي وهو ينظر إلى سالى. "ليس من الممكن
أن تكون سماح هي المسؤولة عن كل ذلك."
سالى أومأت
برأسها. "نعم، يبدو أن هناك قوى أخرى خفية تقف وراء هذه الأحداث. علينا أن
نحاول تتبع هذه الأدلة الجديدة للوصول إلى الجاني الحقيقي."
في هذه اللحظة،
اقترب العميد عادل منهما. "لقد حصلنا على معلومات جديدة عن الضحية الأولى.
يبدو أنه كان على صلة بأحد المسؤولين البارزين في المدينة."
رامي رفع حاجبيه
بدهشة. "هل تعني أن هناك رابط بين الجرائم وشخصيات نافذة في المدينة؟"
"هذا ما نعتقده،" أجاب العميد.
"لقد بدأنا في التحقيق في هذا الاتجاه. ربما يفسر لنا ذلك سبب تعقيد هذه
القضية."
رامي وسالى
تبادلا نظرة متفهمة. كان واضحًا أن الأمور قد أصبحت أكثر تعقيدًا مما كانا
يتوقعان. ولكن مع هذه الأدلة الجديدة، بدأا يشعران أنهما على وشك الوصول إلى
الحقيقة المخفية وراء هذه الجرائم.
"حسنًا،" قال رامي وهو ينظر إلى سالى.
"لنعد إلى المكتب ونراجع كل ما لدينا. ربما نتمكن من ربط هذه الأدلة معًا
واكتشاف الجاني الحقيقي."
سالى أومأت
برأسها وابتسمت. "نعم، لقد حان الوقت لكشف هذا اللغز المعقد."
وبذلك، غادر
رامي وسالى موقع الجريمة الجديد، وهما مصممان على الوصول إلى الحقيقة، بغض النظر
عن التحديات التي قد تواجههما
تعليقات
إرسال تعليق