رواية : الوجه الآخر للقدر | مستوحاه من رواية الوجه الآخر للظل
الفصل الأول: النبوءة المنسية
في مملكة نائية، حيث يختلط الواقع
بالأسطورة، كانت الملكة "نيريان" تعيش أيامها بسلام داخل أسوار قصرها
العتيق. ذات ليلة، وبينما كانت تجلس على شرفة القصر تتأمل سماءً مرصعة بالنجوم،
ظهرت غيمة سوداء هبطت ببطء حتى أحاطت بها. شعرت بوخزة باردة في قلبها، ثم فقدت
وعيها.
عندما استيقظت، وجدت نفسها مستلقية
في سريرها، لكن شيئًا ما كان مختلفًا. أُخبِرت أن الكهنة قد رأوا رؤيا غامضة:
"الملكة ستنجب طفلاً ليس من دم البشر، وسيحمل مفتاح الخلاص أو الهلاك."
لم تكن نيريان متزوجة، ولم يكن هناك تفسير منطقي لما يحدث. بدأ القصر في الاضطراب،
وبدأت الإشاعات تنتشر كالنار في الهشيم.
مع مرور الأيام، بدأت الملكة تلاحظ
تغيرات غريبة في جسدها وروحها. أحلامها كانت تزداد غرابة، ترى ظلًا يتحدث إليها
بلغة غير مفهومة، يهمس في أذنها عن مصير سيغير مجرى التاريخ. حاولت الملكة تجاهل
هذه الأحلام، لكنها كانت تزداد حدة وقوة.
الفصل
الثاني: الرحلة إلى المجهول
بعد أشهر، بدأت تظهر على نيريان
علامات الحمل، ومعها بدأت تلاحقها الأحلام الغريبة. كانت ترى ظلاً يتحدث إليها،
يخبرها أن طفلها سيغيّر مصير المملكة. ومع تزايد خوف الكهنة والمستشارين، أُجبرت
على مغادرة القصر سرًا لتجنب انتفاضة بين الشعب.
رحلت الملكة إلى الغابات البعيدة،
حيث لجأت إلى كهفٍ يسكنه حكيم عجوز يُدعى "إلداريوس". أخبرها أن ما
تحمله ليس مجرد طفل، بل "خليط بين النور والظلام"، وأن مستقبل المملكة
يعتمد على قرارها القادم. هل ستحمي هذا الطفل؟ أم ستسلمه لمن يعتقدون أنه تهديد؟
في الغابة، قابلت نيريان أشخاصًا
غامضين، كانوا يتبعونها دون أن تدري، محاولين فهم سرها. من بينهم محارب يدعى
"رينوس"، الذي كان يحمل نبوءة قديمة تتحدث عن طفل سيحمل قوة قادرة على
دمار المملكة أو إنقاذها. بدأ رينوس بمراقبة الملكة، لكنه لم يكن متأكدًا من
نواياها.
الفصل
الثالث: ولادة النور والظلام
في ليلة عاصفة، وضعت الملكة مولودها
وسط برقٍ ورعد كأن الطبيعة نفسها تحتفل أو تحذر من قدومه. كان للطفل عينان بلونين
مختلفين: واحدة تشع بالنور، والأخرى عميقة السواد.
ما إن رأت الملكة طفلها حتى أدركت
أنه ليس مجرد إنسان، بل كائنٌ يحمل قوة لا يمكن فهمها. ولكن سرعان ما انكشف أمرها،
وداهمها جنود المملكة، مطالبين بتسليم الرضيع.
بدأت مطاردة شرسة، وهربت نيريان
بمساعدة إلداريوس ورينوس، حيث قادتهم الرحلة عبر الجبال والوديان الخطرة. على
الطريق، اكتشفوا قوى غامضة تحيط بالطفل، كان بإمكانه تحريك الأشياء بعقله، وإطفاء
النيران بمجرد النظر إليها. أدرك الجميع أن هذا الطفل ليس مجرد وريث للمملكة، بل
هو مفتاح لمستقبل مجهول.
الفصل
الرابع: المواجهة
وقفت نيريان أمام الجنود، تحمل طفلها
بين ذراعيها. صرخت: "لن تأخذوه! هو قدر هذه المملكة!" لكن قائد الجنود
لم يقتنع، وأمر بمهاجمتها. لحظةً قبل أن يهجموا، بدأ الطفل بالبكاء، واهتزت الأرض،
واندفع ضوء وظل من عينيه، فألقت قوة غامضة بالجنود بعيدًا.
فزع الجميع مما رأوه، حتى الملكة
نفسها لم تكن تعرف كيف تتحكم في قوة ابنها. لكن في تلك اللحظة، خرج إلداريوس
الحكيم من الظلال وقال: "الاختيار بين يديك يا نيريان. يمكنك تعليم ابنك طريق
الخير، أو تركه يقع في يد من سيستخدمه للدمار."
في تلك اللحظة، ظهر رينوس وأخبر
الملكة أن هناك جماعة سرية تسعى للاستيلاء على الطفل، وأنها لن تكون بأمان إن بقيت
في المملكة. اقترح عليها أن يذهبوا إلى أرض بعيدة حيث يمكنهم تدريب الطفل وتعليمه
كيفية التحكم في قوته.
الفصل
الخامس: القرار الأخير
أدركت نيريان أن عليها أن تحمي
ابنها، ولكن ليس في المملكة. غادرت مع إلداريوس ورينوس إلى أرض بعيدة، حيث درّبوه
ليصبح سيداً لنفسه لا لأقداره. كبر الطفل ليصبح رجلاً قوياً، لكنه كان دائم البحث
عن إجابة لسؤال واحد: "هل أنا خلاص هذه المملكة، أم هلاكها؟"
خلال سنوات التدريب، بدأ الطفل، الذي
أُطلق عليه اسم "ألتاريان"، في إظهار قدرات تفوق الخيال. تعلم التحكم في
قوته، وأدرك أن عليه أن يقرر مصيره بنفسه. لكنه لم يكن وحده، إذ كانت هناك قوى
أخرى تراقبه، تسعى لاستغلاله.
الفصل
السادس: العودة إلى المملكة
وفي ليلة مقمرة، عاد ألتاريان إلى
المملكة متخفيًا، شاهد الظلم المنتشر بين شعبها، ورأى كيف تحولت إلى ساحة حرب بسبب
الصراعات السياسية. وقف على أطلال القصر الذي هربت منه أمه قبل سنوات، وتساءل: هل
حان الوقت للعودة؟
بينما كان يسير في الأزقة، صادف
مجموعة من الثوار الذين يناضلون ضد طغيان الحاكم الجديد، الذي صعد للسلطة بعد
اختفاء نيريان. عرضوا عليه الانضمام إليهم، لكنه لم يكن متأكدًا مما يجب فعله.
في المقابل، علمت الجماعة السرية
التي سعت سابقًا لاختطافه أنه عاد، وأرسلت صيادي الظلال لملاحقته. اضطر ألتاريان
إلى القتال للمرة الأولى، واكتشف أن قوته تزداد عندما يواجه الخطر.
الفصل
السابع: معركة المصير
مع اشتداد الصراع داخل المملكة، قرر
ألتاريان مواجهة الحاكم الظالم. شق طريقه نحو القصر، حيث واجه أقوى فرسان المملكة
في معركة ملحمية. كلما استخدم قوته، كان يشعر بثقل الظلام داخله، وكأنه على وشك
فقدان السيطرة.
عندما وصل إلى العرش، وجد والدته
مكبلة بالسلاسل. وقفت أمامه، ونظرت إليه بحزن، قائلة: "ابني، لا تدع الظلام
يبتلعك."
في لحظة الاختيار، هل سينتقم بقوته
العظمى أم سيبحث عن طريق آخر؟ كان عليه أن يقرر...
تعليقات
إرسال تعليق