رواية ظل الخنجر | مستوحاة من رواية عقيدة الحشاشين
الفصل الأول: ولادة قاتل
في قلب قلعة آلموت، بين
الجبال الشاهقة والوديان العميقة، نشأ "عمران بن زيد"، ابن أحد أبرز
مقاتلي طائفة الحشاشين. منذ صغره، تم تدريبه بصرامة على فنون القتال والتسلل
والتخفي، حيث تعلم كيف يصبح سلاحًا بشريًا لا يُقهر. في سن العاشرة، بدأ تدريباته
الأولى، حيث أُجبر على اجتياز اختبارات قاتلة، منها السير على حبال ممدودة فوق
هاوية عميقة، وتسلق الجدران الحجرية الشاهقة دون مساعدة، والنجاة في البرية دون
طعام لأيام.
كان معلمه الأول، "عبد الحق"، قاسيًا في تدريباته، وكان
يقول له دائمًا: "الضعف لا مكان له في عالمنا، إمّا أن تكون قاتلًا أو
مقتولًا". ولكن رغم هذه الصرامة، بدأ عمران يلاحظ أن بعض زملائه يختفون بين
الحين والآخر دون سابق إنذار. عندما سأل عنهم، قيل له إنهم "أصبحوا جزءًا من
العقيدة"، لكن في عيني عبد الحق، لمح إجابة مختلفة تمامًا.
في ليلة مظلمة، تسلل إلى أحد الأبراج القديمة في القلعة، حيث وجد غرفة
مليئة بالمخطوطات والكتب القديمة. هناك، عثر على كتاب يتحدث عن تأسيس الطائفة
وأهدافها، لكن أكثر ما أثار رعبه هو وجود أسماء لأشخاص كانوا أصدقاؤه، جميعهم
مختفون، إلى جانب رموز غامضة لم يستطع فهمها بعد.
الفصل الثاني: المهمة الأولى
بعد سنوات من التدريب الشاق، جاء يوم الحسم. استُدعي عمران إلى مجلس
القادة، حيث أُعطي أول مهمة حقيقية له: اغتيال قائد عسكري سلجوقي يُدعى "نصر
الدين التميمي"، كان يشكل خطرًا على مصالح الطائفة. لم تكن المهمة سهلة،
فالرجل كان محاطًا بالحراس المدربين جيدًا، إضافة إلى أنه كان يقيم في قلعة منيعة.
تسلل عمران في جنح الليل، مستخدمًا مهاراته في التخفي، متجنبًا
الدوريات، حتى وصل إلى غرفة القائد. كان كل شيء يسير وفق الخطة، لكنه قبل أن يغمد
خنجره في صدر نصر الدين، لمح رسالة مفتوحة على الطاولة. بحركة سريعة، التقطها وقرأ
محتواها، لتصدمه الحقيقة: "حسن الصباح" نفسه قد أمر باغتيال بعض أتباعه
المخلصين لضمان بقائه في السلطة.
كان هذا الاكتشاف كفيلاً بزرع الشك في قلبه، لكنه لم يتوقف. أغمد
خنجره في عنق القائد بسرعة قبل أن يتمكن من الصراخ، ثم خرج بنفس الهدوء الذي جاء
به. لكن في داخله، كان الصراع قد بدأ.
الفصل الثالث: أسرار آلموت
بدأ عمران يدرك أن عالمه لم يكن كما تصور. لم يكن كل شيء متعلقًا
بالإيمان والقضية، بل كان هناك لعبة سياسية قذرة تُلعب في الخفاء. بدأ في التجسس
على بعض قادة الطائفة، واستغل خبرته في التخفي ليجمع المعلومات. وجد أن هناك
صراعًا داخليًا بين مجموعة من القادة الذين يرغبون في الإطاحة بحسن الصباح، بينما
آخرون يسعون لتعزيز سلطته بأي ثمن.
في أحد الأيام، التقى بأحد الحشاشين القدامى، رجل يُدعى "أبو
الفداء"، الذي كشف له عن جانب آخر من الحقيقة. "نحن لسنا سوى بيادق في
لعبة أكبر، يا عمران. البعض منّا يُستخدم لأغراض لا يدركها إلا بعد فوات
الأوان". هذه الكلمات جعلت عمران أكثر تصميمًا على كشف الحقيقة.
ليلةً بعد أخرى، تسلل إلى قاعات المحفوظات السرية في القلعة، حيث عثر
على وثائق تكشف خططًا مستقبلية لاغتيالات ضد شخصيات لا علاقة لها بالسلاجقة أو
الأعداء التقليديين. بدأ يدرك أنه أصبح مستهدفًا، وأنه إذا لم يتحرك بحذر، فقد
يكون الضحية القادمة.
في إحدى الليالي، وبينما كان يتجول في أزقة القلعة، سمع همسات بين
اثنين من القادة، يتحدثان عن "الاختبار النهائي" الذي يُعد لبعض الأتباع
الجدد. بدأ يدرك أن الطائفة لم تكن فقط تعتمد على الولاء، بل على اختبار الدماء.
الفصل الرابع: الخيانة والاختبار
ذات يوم، استدعاه عبد الحق
إلى لقاء خاص. بدا الأمر رسميًا، لكنه شعر أن هناك أمرًا مريبًا. عند وصوله، وجد
نفسه محاطًا بمجموعة من المقاتلين، وفي وسطهم "أبو الفداء" مقيدًا
بالسلاسل. صوّت عبد الحق قائلاً: "لقد علمنا أنك كنت تتجسس على كبار القادة،
حان وقت ولائك الحقيقي، اقتله بيديك أو ستنضم إليه".
كان هذا هو الاختبار النهائي. عمران نظر إلى الرجل العجوز الذي أنقذه
من الجهل، ثم إلى عبد الحق. في لحظة حاسمة، ألقى خنجره على الأرض، معلنًا رفضه
لهذا المصير. لم يمضِ وقت طويل قبل أن يندلع القتال. عمران استخدم كل مهاراته في
القتال للبقاء حيًا، لكنه كان يعرف أن الفرار هو الحل الوحيد.
تمكن من تحرير "أبو الفداء"، وهربا عبر الأنفاق السرية
للقلعة. لكن قبل مغادرته، قام بسرقة أهم الوثائق التي تثبت فساد حسن الصباح،
عازمًا على استخدامها للكشف عن الحقيقة.
الفصل الخامس: المواجهة والهروب
بعد أيام من الهروب المستمر،
وجد عمران نفسه في معسكر تابع للسلاجقة. هناك، حاول إقناع القادة بأنه لم يعد
جزءًا من الحشاشين، وأنه يحمل أسرارًا قد تغير مجرى الحرب. في البداية، لم يثقوا
به، لكن عندما قدم لهم الوثائق المسروقة، تغيرت الأمور.
تمت دعوته إلى لقاء مع قائد الحملة العسكرية، حيث بدأ في كشف تفاصيل
عمليات الطائفة. لكن في نفس الليلة، وصلت رسالة تهديد إلى خيمته، مكتوبة بلغة
الحشاشين، تنذره بأنه لن ينجو.
في النهاية، علم عمران أنه حتى وإن كشف الحقيقة، فلن يكون بأمان
أبدًا. أدرك أنه أصبح عدوًا لكلا الجانبين، وأنه لن يجد الراحة طالما بقيت الطائفة
قائمة. قرر الرحيل إلى مكان بعيد، ليعيد بناء حياته بعيدًا عن الظلال.
لكنه كان يعرف أن الماضي لا يختفي بسهولة، وأن يد الحشاشين طويلة...
في رحلته الجديدة، التقى بمتمردين آخرين، بعضهم ناجون من بطش الطائفة،
وبدأ يفكر في تأسيس جماعة جديدة، لا تعتمد على الخداع والدم، بل على البحث عن
الحقيقة
تعليقات
إرسال تعليق