رواية : صوت من البحر | مستوحاه من أعمال كنزابورو أوي

 

الفصل الأول: العودة إلى البحر

وقف "ريوما" على رصيف الميناء القديم، ينظر إلى الأمواج التي تتلاطم أمامه، حاملةً معها أصوات الماضي. غاب عن هذه المدينة لسنوات، هربًا من ذكرى أخيه الأكبر، "كازوما"، الذي غرق في البحر ليلة عاصفة قبل خمسة عشر عامًا. كانت الأمواج تحمل معها همسًا خافتًا كأنه يأتي من الأعماق. لم يكن مجرد مكان، بل كان يحمل ذكريات أليمة وقصصًا دفنت مع الأمواج.

لكن الآن، استدعاه والده العجوز ليعود، بعد العثور على رسالة غامضة محفوظة داخل زجاجة جرفتها الأمواج إلى الشاطئ، موقعة باسم "كازوما". كيف يمكن لرسالة منه أن تظهر بعد كل هذه السنوات؟ هل يمكن أن يكون أخوه لا يزال على قيد الحياة، أم أن البحر يحمل أسرارًا أكثر مما يتخيل؟ كان هذا السؤال يحيره ويدفعه نحو المجهول.

حين دخل المنزل القديم، وجد والده جالسًا على كرسي خشبي، ممسكًا بالرسالة بيد مرتجفة. الكلمات داخلها كانت قليلة لكنها مرعبة:

"أنا هنا. البحر لم يأخذني. ابحث عني قبل فوات الأوان."

أحس ريوما بقشعريرة تسري في جسده. كيف يمكن لهذه الكلمات أن تكون حقيقية؟ كانت تضفي ظلالاً على ذكرياته وتعيد له الألم الذي ظن أنه تجاوزه. قرر أن يحقق في الأمر ويعرف ما إذا كانت الرسالة حقيقية أم مجرد خدعة.

الفصل الثاني: ظلال في الماء

بدأ ريوما رحلة البحث عن الحقيقة، متتبعًا آثار الماضي، وسأل صيادي القرية العجائز عن تلك الليلة التي غرق فيها كازوما. كان الجميع يقولون إنه جرفته العاصفة، لكن الصياد العجوز "هارو" قال شيئًا أربك ريوما:

"لم يكن وحده على القارب تلك الليلة. كان معه شخص آخر، شخص لم نره أبدًا مرة أخرى."

من هو هذا الشخص؟ ولماذا لم يتحدث أحد عنه من قبل؟ هل كان أحدًا من القرية؟ أم أنه كان غريبًا جاء من مكان آخر؟ كانت الأسئلة تتزايد في ذهنه دون إجابات واضحة.

مع حلول الليل، توجه ريوما إلى الساحل حيث غرقت سفينة أخيه، وهناك، عند الصخور الحادة، لمح ظلًا يقف عند حافة الماء. ركض نحوه، لكن قبل أن يصل، اختفى الظل بين الأمواج.

وقف هناك، يحدق في الظلام، وقلبه ينبض بسرعة. هل كانت مجرد هلوسة، أم أن شخصًا ما كان يراقبه؟ كلما اقترب من الحقيقة، شعر بأن شيئًا مجهولًا يسحبه نحو الغموض أكثر. أصبحت تلك الظلال رمزًا للخوف والغموض الذي يحيط بمصير كازوما.

الفصل الثالث: اللعنة القديمة

بدأت الأخبار تنتشر عن ظهور "روح كازوما" عند البحر، وأن بعض الصيادين رأوه يلوّح لهم من وسط الضباب. في المقابل، بدأ ريوما يشعر بأن هناك من يراقبه. كلما اقترب أكثر من الحقيقة، ازدادت غرابة الأحداث من حوله. كأن البحر نفسه يحاول منعه من الوصول إلى الإجابة. كانت تلك المشاهد تزيد من حدة التوتر وتجعل الأمور أكثر تعقيدًا.

وجد في أرشيف القرية تقريرًا قديمًا عن سفينة غرقت قبل خمسين عامًا في نفس المكان، وكان هناك ناجٍ وحيد منها، رجل اختفى في ظروف غامضة بعد الحادث بأيام. هل هناك صلة بين هذا الغرق وغرق كازوما؟

حينما قرر ريوما أن يذهب إلى موقع الحطام، تلقى رسالة أخرى، هذه المرة مثبتة على باب منزله:

"لا تفتح الأبواب التي أغلقها البحر."

لكن الفضول كان أقوى من الخوف. قرر تجاهل التحذيرات، حتى لو كان الثمن حياته. لم يكن مستعدًا للتراجع الآن بعدما اقترب من الحقيقة.

الفصل الرابع: لقاء في الأعماق

غاص ريوما إلى قاع البحر حيث يرقد حطام السفينة القديمة. عندما أضاء المصباح المائي، رأى شيئًا صادمًا: بين الحطام، كان هناك صندوق مغلق بإحكام، وعليه اسم أخيه "كازوما". كيف وصل هذا الصندوق إلى هنا؟ وهل كان أخوه يعلم بأمره قبل غرقه؟

فتح الصندوق بصعوبة، ووجد داخله دفتر يوميات مبللاً، وكأنه لم يكن هناك منذ خمسين عامًا بل وُضع حديثًا. كانت آخر الصفحات مكتوبة بخط أخيه:

"لقد اكتشفت الحقيقة... لكن لا أستطيع الهرب. إنهم قادمون من أجلي."

قبل أن يتمكن ريوما من التقاط أنفاسه، شعر بحركة في الماء من حوله. ظلال تتحرك بسرعة، كأنها تحاصره. هل هو مجرد تيار مائي، أم أن هناك شيئًا آخر يراقبه من الأعماق؟ كانت تلك اللحظة تحدد نقطة تحول في رحلته نحو المجهول.

الفصل الخامس: الحقيقة الملعونة

بعد خروجه من البحر، وجد ريوما أن والده قد اختفى، وبعد بحث طويل، وجده ميتًا على الشاطئ، ووجهه مليء بالذعر وكأنه رأى شيئًا مخيفًا قبل موته. بجانبه، كان هناك أثر أقدام قادماً من البحر إلى اليابسة… لكنه لم يكن أثر إنسان.

توجه ريوما إلى أحد أصدقاء كازوما القدامى، الذي كان يعيش منعزلاً. حينما واجهه بما وجده، اعترف الرجل بالحقيقة:

"كازوما لم يغرق وحده… لقد أخذوه معه." ثم صمت قبل أن يهمس: "إنهم يعودون الآن."

لكن من "هم"؟ ومن الذي أخذ أخاه؟

لم يعد هناك مجال للشك، البحر كان يخفي أسرارًا لا يمكن فهمها. كانت تلك الأسرار تتجاوز حدود العقل والمنطق، وتجعل الأمور تبدو أكثر غموضًا وخطورة.

الفصل السادس: تحت الأمواج

في ليلة عاصفة، عاد ريوما إلى البحر، حيث رأى تلك الظلال تتحرك وسط الضباب. لم تكن أشباحًا، بل كائنات لم تكن بشرية بالكامل، تقوده نحو الأعماق حيث الحقيقة. كانت تلك الكائنات تحمل في طياتها أسرار البحر والأحداث الغامضة التي وقعت.

هناك، وجد أخاه… لكن كازوما لم يكن كما يتذكره. كان جزءًا من البحر الآن، محاصرًا بين الحياة والموت، بين الإنسان والظل. قبل أن يبتلعه الظلام، قال له كلماته الأخيرة:

"ارحل… قبل أن تصبح واحدًا منهم."

لكن، هل يستطيع ريوما حقًا الفرار بعدما رأى ما رأى؟ هل يمكن للهروب من مصير قد كُتب منذ زمن طويل؟ كانت تلك الأسئلة تقوده نحو النهاية الغامضة والمليئة بالأحداث التي لم يتوقعها

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رواية : ملكة الملح الأسود | 2025

أجنحة الامل : مستوحاه من رواية شاهين السماء

مذكرات نشال | للمعلم عبد العزيز "النص"

رواية: لعبة الساعات الزجاجية | لا أحد يهرب من عدّاد الذكريات

رواية : جوبا في مواجهة العالم | مستوحاه من احد روايات روس ويلفورد

رواية شمس الغروب | مستوحاة من رواية "كبرياء وتحامل"

رواية : ظل العقاب | مستوحاه من روايه "الشيطان شاهين"

رواية : العابر بين النجوم | عن روايه الأمير الصغير