روايه : الاختيار الأخير | ثمن الحياة الأبدية

 

الفصل الأول: المرشحون

في مدينة "أوريون" العائمة فوق المحيط الهادئ، حيث تتلألأ الأبنية الزجاجية تحت أشعة الشمس، وتتراقص الأضواء الملونة على سطح المياه، يتم الإعلان عن دورة الاختيار الجديدة. كانت المدينة تعج بالحياة، والأمل يملأ قلوب السكان. يجتمع الآلاف في الساحة المركزية، حيث تظهر أسماء المختارين على شاشة ضخمة تعلو الجميع. الجو يمتلئ بالترقب والتوتر، والأصوات تعلو وتخفت بين الحين والآخر.

من بين الأسماء التي ظهرت على الشاشة، كان هناك اسم "زين ألدريك"، فتى في السابعة عشرة من عمره، لم يكن يتوقع أبدًا أن يكون ضمن المختارين. زين، الذي قضى حياته يؤمن بعدالة النظام، ويثق في أن كل شيء يحدث لسبب ما، وجد نفسه الآن متشككًا فيما إذا كان الانتقال هو حقًا "الترقية" التي يروج لها النظام أمراً آخر.

كان زين يقف بين الحشد، يشعر بقلبه يخفق بقوة. نظر حوله، رأى وجوهًا مشرقة وأخرى حزينة، وكلهم ينتظرون مصيرهم. كانت أمه، التي وقفت بجانبه، تمسك يده بقوة، وعيناها ممتلئتان بالدموع. همست له، "أنا فخورة بك، زين. ستكون هذه بداية جديدة لنا جميعًا."

وسط هذا الجو المشحون بالعواطف، التقى زين بفتاة تُدعى "ليانا ريفرز"، والتي تم اختيارها أيضًا. كانت ليانا تحمل نظرة شك وخوف في عينيها، وكأنها تخفي سرًا كبيرًا. تحدثا قليلاً، وسرعان ما بدأت الأسئلة تتكاثر في ذهن زين. لماذا كانت ليانا تبدو متوترة إلى هذا الحد؟ وما هي الهمسات التي سمعتها عن المختارين السابقين الذين لم يُرَ لهم أثرٌ بعد الانتقال؟

بينما يستعدون لخوض الاختبار الأول، يواجه زين وليانا مفاجأة غير متوقعة تهز أسس إيمانهم بالنظام بأكمله. في لحظة من اللحظات، يدركان أن هناك أكثر مما يلمحه العين، وأن الحقيقة قد تكون أكثر تعقيدًا مما تخيلا. ترى، هل سيتمكنون من كشف الحقيقة وراء "ورثة القدر" قبل فوات الأوان؟

الفصل الثاني: الاختبار الأول

بعد إعلان الأسماء، تم نقل زين وليانا إلى منشأة متطورة تُعرف باسم "المحطة العليا"، وهي مبنى ضخم يقع في وسط المدينة العائمة، محاط بحدائق معلقة وأنظمة تكنولوجية متقدمة. كانت المحطة تشع بالنظام والترتيب، ولكن هناك شيئًا ما في الجو يوحي بالتوتر والشك.

في الداخل، خضع المرشحون لسلسلة من الاختبارات المصممة لقياس "استحقاقهم" للانتقال. كل اختبار يبدو وكأنه تجربة نفسية أكثر منه تحدٍ جسدي. كان الهدف من هذه الاختبارات هو فحص قدراتهم العقلية والعاطفية، وليس مجرد قوتهم البدنية.

في الاختبار الأول، وُضع كل مرشح في غرفة بيضاء بالكامل، بلا أبواب أو نوافذ، مع شاشة وحيدة تظهر سؤالًا واحدًا: "إذا كان بإمكانك تغيير لحظة واحدة في حياتك، ماذا ستكون؟". كان السؤال بسيطًا في الظاهر، ولكنه يحمل أعماقًا لا يمكن لأحد أن يتنبأ بها.

داخل الغرفة، شعر زين بالارتباك. كان يعلم أن الإجابة ليست بهذه البساطة، فهو يدرك أن كل قرار سيتحكم بمصيره بطريقة ما. تذكر لحظات كثيرة في حياته، منها ما كان سعيدًا ومنها ما كان مؤلمًا. ولكن، هل يمكن أن يغير أيًا من هذه اللحظات دون أن يؤثر على ما أصبح عليه الآن؟

على الجانب الآخر، كانت ليانا تواجه سؤالًا مشابهًا، لكنها شعرت بأن هناك لغزًا خلف هذه الاختبارات. عندما جلست تفكر في الإجابة، فتحت أمامها فجأة نافذة رقمية تعرض مشهدًا من الماضي لم يكن من المفترض أن تراه أبدًا: المختارون السابقون... ولكن ليس كما توقعت. بدلاً من أن يكونوا في عالم آخر، رأتهم في مختبرات مغلقة، وكأنهم محتجزون إلى الأبد.

كانت الصدمة تملأ وجه ليانا، وهي تحاول استيعاب ما رأته. هل كان هذا هو المصير الذي ينتظرهم جميعًا؟ سرعان ما سارعت إلى زين وأخبرته بما رأته، لكن قبل أن يتمكن من استيعاب الأمر، تلقى كلاهما إشعارًا بالانتقال إلى المرحلة التالية. هل سيتمكنان من كشف الغموض قبل فوات الأوان؟

الفصل الثالث: الحقيقة المخبأة

مع تقدم زين وليانا في الاختبارات، زاد قلقهما. لاحظا أن بعض المختارين يختفون بعد كل اختبار، دون تفسير واضح. كان الجو في المحطة العليا يزداد توترًا، والأسئلة تتكاثر في أذهانهما. ما هو مصير هؤلاء المختارين الذين اختفوا؟ وما هي الحقيقة التي يخفيها النظام؟

في الليلة التي تسبق الاختبار النهائي، قرر زين وليانا التسلل إلى أرشيف المحطة العليا، حيث يعتقدان أنهما سيجدان إجابات على أسئلتهما. كان الأرشيف مكانًا مظلمًا ومهجورًا، يعبق برائحة الأتربة والأوراق القديمة. باستخدام مهاراتهما المشتركة، تمكنا من الوصول إلى ملفات سرية تكشف أن "الانتقال" ليس سوى عملية تفريغ رقمي للوعي، تُخزن العقول في شبكة ضخمة بينما تُترك الأجساد فارغة.

كانت الحقيقة صادمة، ولكنها لم تكن المفاجأة الوحيدة. اكتشفا أيضًا أن هناك مجموعة سرية تُعرف باسم "الحماة" تحاول كشف الحقيقة وإنهاء هذا النظام. كانت المجموعة تعمل في الخفاء، تجمع الأدلة وتخطط للتمرد. ولكن قبل أن يتمكن زين وليانا من الاتصال بهم، تم الإمساك بهما ونقلهما إلى غرفة الاختبار النهائي.

الفصل الرابع: القرار المصيري

في الغرفة الأخيرة، وُضع زين وليانا أمام خيار صعب: إما الخضوع للنظام وقبول الانتقال، أو التمرد والمخاطرة بحياتهما. كانت الغرفة مظلمة، والأضواء الخافتة تسلط الضوء على وجهيهما المتوترين. في تلك اللحظة، شعرا بثقل المسؤولية على عاتقيهما.

ظهر مسؤول رفيع المستوى، رجل ذو ملامح قاسية ونظرة ثاقبة، وكشف لهما أن النظام مستمر منذ قرون، وأن أي محاولة لوقفه قد تؤدي إلى انهيار المجتمع بأسره. قال لهما إن الانتقال ضروري لاستمرار الحياة في المدن العائمة، وأن التضحيات لا مفر منها.

ولكن قبل اتخاذ القرار، ظهر أعضاء من "الحماة" وانقذوهم. كانوا مجموعة من الرجال والنساء يرتدون ملابس سوداء، وعلى وجوههم عزيمة لا تلين. تمكنوا من الهروب عبر ممر سري يقودهم إلى سفينة فضائية كانت تنتظرهم، حيث تم إبلاغهم بأن هناك مجموعة من العلماء المنشقين يعملون على طريقة لاستعادة وعي المختارين السابقين.

الفصل الخامس: فجر جديد

بعد رحلة طويلة ومرهقة، وصل زين وليانا إلى مخبأ الحماة، وهو مكان محصن بين الجبال، بعيدًا عن أعين النظام. كان المخبأ مليئًا بالحياة والأمل، حيث يعمل الجميع معًا لتحقيق هدف مشترك: كشف الحقيقة وإنهاء النظام الظالم.

التقيا بقادة المقاومة، وهم رجال ونساء ذوو خبرة وحكمة، قضوا حياتهم في محاربة الظلم. وضعوا خطة لفضح النظام أمام العالم. باستخدام التكنولوجيا المسروقة من المحطة العليا، نجحوا في بث رسالة مشفرة تكشف الحقيقة، مما أدى إلى موجة من التمردات في المدن العائمة.

ومع بداية انهيار النظام القديم، وجد زين وليانا نفسيهما في مواجهة حقيقة جديدة: لقد أصبحا رمزين لثورة ستغير مصير البشرية. كانت المسؤولية كبيرة، ولكنهما كانا مستعدين لتحملها. وبينما يشاهدان الشمس تشرق فوق المحيط، أدركا أن رحلتهما لم تنتهِ بعد....

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أجنحة الامل : مستوحاه من رواية شاهين السماء

مذكرات نشال | للمعلم عبد العزيز "النص"

رواية : ملكة الملح الأسود | 2025

رواية: لعبة الساعات الزجاجية | لا أحد يهرب من عدّاد الذكريات

رواية شمس الغروب | مستوحاة من رواية "كبرياء وتحامل"

رواية : ظل العقاب | مستوحاه من روايه "الشيطان شاهين"

رواية : العابر بين النجوم | عن روايه الأمير الصغير

روايه: ظل القمر | عن قصة الزوجة والثعلب