رواية : لغز المخطوطة المفقودة
الفصل
الأول: الطرد الغامض
في أحد الأيام الباردة من شهر ديسمبر، جلس
الدكتور "إيليوت غرين"، أستاذ التاريخ بجامعة أكسفورد، في مكتبه
المتراكم بالكتب والمخطوطات القديمة، يحتسي قهوته بينما يتصفح بعض الأوراق
البحثية. كان الليل قد انتصف، وأضواء المكتب تلقي بظلالها الغامضة على الجدران،
عندما قاطعه صوت رنين جرس الباب.
نهض إيليوت بتثاقل، متسائلًا من الذي
قد يزوره في هذا الوقت المتأخر. وعندما فتح الباب، لم يجد أحدًا، لكن كان هناك طرد
صغير موضوع بدقة أمام العتبة. التقطه بحذر، وعاد إلى الداخل ليضعه على مكتبه. لم
يحمل الطرد أي عنوان للمرسل، مما أثار فضوله. فتحه بحذر ليجد بداخله جزءًا ممزقًا
من مخطوطة قديمة، مكتوبة بخط يدوي متعرج ومزينة برموز غامضة.
تأمل إيليوت المخطوطة، محاولًا فك
رموزها، لكن شيئًا ما في الورقة جعله يشعر بعدم الارتياح. كانت الحواف محترقة
كأنها نجت بالكاد من تدمير متعمد، وحبر الكلمات كان باهتًا لكنه مقروء. وبينما كان
يحاول فهم النص، دق جرس هاتفه برسالة نصية مجهولة: "ابتعد عن المخطوطة وإلا
لن ترى ضوء النهار مرة أخرى."
شعر إيليوت بقشعريرة تسري في جسده.
من الذي أرسلها؟ وكيف عرف بأمر الطرد؟ لم يكن يدرك أن مجرد لمس تلك المخطوطة قد
جعله هدفًا لقوى مجهولة.
الفصل
الثاني: مفتاح اللغز
لم يستطع إيليوت النوم تلك الليلة، وبمجرد بزوغ
الفجر، كان على متن طائرة متجهة إلى روما، حيث كان صديقه القديم "دومينيكو
فيراري"، خبير المخطوطات الفاتيكانية. عند وصوله، التقى به فيراري في مقهى
صغير قرب الفاتيكان. نظر إلى المخطوطة بتركيز عميق، قبل أن يرفع رأسه ويهمس:
"هذه ليست مجرد مخطوطة عادية... إنها تشير إلى شيء خطير للغاية."
أوضح له أن هذه الأوراق جزء من وثيقة
تُعرف باسم "وصية النور"، يُشاع أنها تحتوي على أسرار مدفونة منذ قرون.
لكن حتى قبل أن يتمكن من شرح المزيد، لاحظا أن هناك رجلين يرتديان معاطف سوداء
يراقبانهما من بعيد. "علينا المغادرة فورًا،" قال دومينيكو بصوت خافت،
ونهضا بسرعة قبل أن يخرجا من الباب الخلفي للمقهى.
في تلك الليلة، تسلل شخص إلى غرفة
إيليوت في الفندق، محاولًا سرقة المخطوطة، لكنه كان مستعدًا. دارت بينهما معركة
قصيرة، قبل أن يتمكن المهاجم من الفرار، تاركًا وراءه خنجرًا صغيرًا يحمل شعارًا
غامضًا. لم يكن هناك مجال للعودة الآن – لقد تورط إيليوت رسميًا في شيء أكبر مما
تخيله.
الفصل
الثالث: المطاردة عبر العصور
قادته الأدلة إلى إسطنبول، حيث التقى بعالمة
آثار تدعى "إليزا مورغان"، كانت تجري أبحاثًا حول المخطوطات السرية.
أخبرته أن هناك إشارات إلى مخبأ تحت "آيا صوفيا"، حيث يُعتقد أن جزءًا
آخر من المخطوطة مدفون هناك.
في إحدى الليالي، تسللا إلى الموقع
الأثري تحت الأرض، مستخدمين خريطة قديمة عثرا عليها في الفاتيكان. كانت الأنفاق
مظلمة وضيقة، والرطوبة تجعل الهواء خانقًا. بعد ساعات من البحث، وجدا بابًا حجريًا
يحمل نفس الرموز الموجودة على المخطوطة. لكن قبل أن يتمكنا من فتحه، سمعا أصوات
خطوات سريعة. التفتا ليجدا أنفسهما محاطين برجال ملثمين يحملون أسلحة.
"أنتم تبحثون في المكان الخطأ،"
قال أحدهم بصوت بارد. قبل أن يتمكنا من الرد، تم تكبيلهما وسحبهما إلى زنزانة تحت
الأرض.
الفصل
الرابع: السر المدفون
داخل الزنزانة، أخبرهما أحد الحراس أن
"حراس النور" هم جماعة سرية تحمي هذا السر منذ مئات السنين، وأن العبث
به قد يؤدي إلى فوضى عالمية. لكن إليزا كانت تمتلك مفتاحًا لم يتوقعه أحد – فقد
كانت تحمل ميدالية ورثتها عن جدها، نقش عليها رمز مطابق لرموز المخطوطة.
عندما أدرك الحراس ذلك، قرروا إطلاق
سراحهما، ولكن بشروط. تم إعطاؤهما موقعًا محددًا في صحراء المغرب، حيث قيل أن
الجزء الأخير من المخطوطة مدفون هناك.
بعد رحلة طويلة وشاقة، وصلا إلى
الموقع، وهو أطلال مكتبة قديمة مفقودة تحت الرمال. وبعد الحفر لعدة ساعات، وجدا
قبوًا حجريًا يحتوي على صندوق معدني قديم. عندما فتحاه، وجدا بداخله المخطوطة
الأصلية، لكنها كانت مشفرة بالكامل.
الفصل
الخامس: الحقيقة المروعة
بينما كانا يحاولان فك الشفرة، هاجمتهما مجموعة
أخرى من المرتزقة، لكن هذه المرة لم يكونوا هناك لسرقة المخطوطة فقط – بل
لتدميرها. في معركة شرسة، قُتل دومينيكو أثناء محاولته الدفاع عنهما، بينما تمكن
إيليوت وإليزا من الفرار بأعجوبة.
بعد تحليل المخطوطة، أدرك إيليوت
أنها تحتوي على معادلة قد تغير مسار العلم بالكامل – سر قديم مرتبط بطاقة مجهولة
المصدر. لكن هذا الاكتشاف كان خطيرًا جدًا، فقد يؤدي إلى سباق تسلح جديد.
قرر إيليوت وإليزا عدم نشر السر،
وأخذا المخطوطة إلى مكان آمن حيث دفناها بعيدًا عن أيدي الطامعين. عاد إيليوت إلى
لندن، لكن بعد أيام، تلقى رسالة غامضة مكتوبة بنفس الخط المستخدم في المخطوطة:
"الأسرار لا تموت أبدًا... بل تنتظر من يكتشفها مجددًا."
ابتسم إيليوت بخفوت، مدركًا أن القصة
لم تنتهِ بعد
الفصل
السادس: اللعبة المزدوجة
لم يكن إيليوت يدرك أن قراره بإخفاء السر سيجعله
هدفًا لجهات أكثر نفوذًا. بعد أسبوع من عودته إلى لندن، تلقى دعوة رسمية للقاء في
متحف التاريخ الوطني، حيث انتظره رجل غامض يُدعى "إدغار كارلايل"، يدّعي
أنه يعمل لصالح منظمة دولية تُعنى بحماية التراث التاريخي.
"أنت لا تفهم مدى أهمية ما تملكه، د.
غرين،" قال إدغار بنبرة جادة. "المخطوطة تحتوي على سر يمكن أن يغير
مستقبل الطاقة في العالم، وهناك قوى مستعدة لفعل أي شيء للحصول عليها."
تردد إيليوت للحظة، لكنه شعر أن هناك
شيئًا غير مريح بشأن هذا اللقاء. بعد خروجه، اكتشف أن إليزا اختُطفت، وترك
الخاطفون له رسالة تهديد: "أحضر المخطوطة، وإلا لن تراها مجددًا."
لم يكن أمامه خيار سوى وضع خطة
لإنقاذها دون تسليم السر. استعان بصديقه القديم، "مالكوم رايدر"، محقق
خاص لديه اتصالات في الأوساط السرية. قادتهم الأدلة إلى منشأة مخفية تحت الأرض في
برلين، حيث كانت إليزا محتجزة.
الفصل
السابع: المواجهة الأخيرة
تسلل إيليوت ومالكوم إلى المنشأة مستخدمين
بطاقات هوية مزيفة، لكن تم كشفهما بسرعة. وجد إيليوت نفسه وجهًا لوجه مع إدغار
كارلايل، الذي كشف عن نواياه الحقيقية.
"هذه ليست مجرد منظمة لحماية التراث،
بل نحن نبحث عن تقدم البشرية، والمخطوطة هي مفتاح ذلك التقدم." قال إدغار
بابتسامة باردة.
اندلعت معركة شرسة، استخدم فيها
إيليوت ذكاءه للهروب مع إليزا، بينما قام مالكوم بتعطيل أنظمة الأمن. أثناء
الهروب، تمكن إيليوت من خداع إدغار بتسليمه نسخة مزيفة من المخطوطة، بينما احتفظ
بالأصل مخفيًا في مكان لا يمكن الوصول إليه.
بعد النجاة بأعجوبة، قرر إيليوت
وإليزا التواري عن الأنظار، تاركين وراءهم عالمًا من الغموض والتساؤلات. لكنهما
كانا يعلمان أن السر لم يُدفن تمامًا، وأن هناك دائمًا من سيبحث عنه مجددًا
تعليقات
إرسال تعليق