رواية : مدينة الضحايا | سر اللعنة التي لا تنتهي
في عام
1873، كانت مدينة "سانتياغو دي لا سول" تبدو كأنها تحت حصار من ظلال
الليل. سكان المدينة مرعوبون، والهمسات تزداد حول "الوحش" الذي يقتل دون
هوادة. الصحفي الشاب "إميليو كاسيريس" يرى في هذا الرعب فرصة لصنع اسم
لنفسه، لكنه لم يدرك أن بحثه سيقوده إلى مواجهة ماضي المدينة المظلم وسر يمتد عبر
الأجيال
الفصل
الأول: الظل في الأزقة
كانت
الأمطار تغمر الشوارع وتضيف إلى أجواء المدينة السوداوية. سار إميليو بحذر شديد،
يراقب الظلال وهي تلقي بوجودها الموحش على الجدران المتآكلة. صوت المياه الموحلة
تحت قدميه كان الصوت الوحيد الذي يكسر الصمت الثقيل. عندما وصل إلى مكان الجريمة،
كانت الشرطة تقف حول الجثة، ولكنهم بدوا عاجزين عن تفسير ما حدث.
اقترب
إميليو ببطء، متأملاً الجثة التي تبدو وكأنها تعرضت لهجوم وحشي غير بشري. كان هناك
آثار خربشات عميقة على الحائط القريب، وأحد الضباط الواقف قربه همس بخوف:
"هذا ليس من عمل إنسان". فجأة، ظهرت العجوز من الزاوية البعيدة، تدنو
بخطوات مرتعشة نحو إميليو، وأخرجت سبحة قديمة وقالت له: "اللعنة موجودة منذ
الأزل. لا تنبش الماضي، أيها الشاب".
بينما
كان إميليو يستجوب العجوز عن "الماضي"، اندفعت الفتاة الصغيرة نحوهم،
عيناها مملوءتان بالخوف. كانت تحمل قطعة قماش ممزقة ومملوءة بالدماء وصندوقًا
خشبيًا صغيرًا. "هذا وجدته قرب الميناء. إنه ينتمي للظلال"، قالت بصوت
متقطع. تساءل إميليو، ما علاقة الميناء باللعنة؟
الفصل
الثاني: بصمات في الظلام
داخل
أرشيف المدينة العتيق، كان الهواء باردًا ومفعمًا برائحة الورق القديم. قلب إميليو
صفحات الملفات البالية بعناية، متتبعًا ذكرى "طائفة القمر الأسود"، التي
تحدثت الوثائق عن كونها مسؤولة عن سلسلة جرائم مشابهة قبل خمسين عامًا. كان اسم
"دييغو مونتيرو" يتكرر كثيرًا، مصحوبًا بوصف بأنه "العالم الذي عبر
حدود العلم".
توجه
إميليو إلى القبو المهجور، حيث عثر على أدوات كيميائية قديمة ودفتر ملاحظات مليء
بالمعادلات المعقدة. في إحدى الصفحات، كان هناك رسم لمادة سائلة غريبة تُشبه الدم،
يرافقه نص يشرح أنها قادرة على تغيير طبيعة الكائن الحي. أثناء تصفحه، شعر بحركة
غريبة خلفه، لكنه لم يكن مستعدًا لما واجهه.
ظهر
شخص يرتدي قناعًا مخيفًا، يحمل سكينًا ويتحرك بخفة كبيرة. بعد صراع مرير، تمكن
إميليو من الهروب بصعوبة، حاملاً معه إناءً زجاجيًا يحتوي على السائل الغريب الذي
وجده داخل أحد الصناديق. لكن ما لم يدركه أن هذا الإناء سيلعب دورًا أكبر مما توقع.
الفصل
الثالث: دائرة الدم
بدأ
التهديد يصبح شخصيًا عندما وُجدت جثة جديدة بالقرب من منزل إميليو. كانت طريقة
القتل مشابهة، مما أثار شكوك الشرطة حوله. لكنه قرر تجاهل التهديدات وقابل
"كارلا مورينو" في مقهى مهجور، حيث كانت تحمل صورة لوالدها مع مجموعة من
الأشخاص الذين يرتدون أقنعة غريبة.
أثناء
حديثهما، كشفت كارلا أن والدها كان مهووسًا بالبحث عن "كتاب الظلال"،
الذي يُعتقد أنه يحمل أسرار لعنة قديمة. وأكدت أن والدها اكتشف أن دييغو مونتيرو
ليس مجرد عالم، بل كان جزءًا من طائفة تهدف إلى استغلال اللعنة للحصول على الخلود.
تبعهم
رجال مقنعون أثناء مغادرتهم المقهى، ما اضطرهما للهرب عبر الأزقة الضيقة. انتهى
بهما المطاف في مأوى سري تحت الكنيسة القديمة. بينما كانا يستريحان، بدأت كارلا في
قراءة نصوص مكتوبة بخط اليد تركها والدها، نصوص تحذر من فتح "باب الظلال".
الفصل
الرابع: القناع يسقط
قرر
إميليو التسلل إلى قصر العمدة، الذي كان يحوي أسرارًا كثيرة. كان المكان هادئًا
بشكل مريب، لكن إميليو تمكن من إيجاد مكتبة سرية تحتوي على مستندات تدين العمدة
بالتعاون مع "دييغو مونتيرو". في إحدى الزوايا، وجد خريطة تشير إلى وجود
مختبر آخر تحت الأرض، في منطقة قريبة من الميناء.
استشار
صديقه الطبيب ريكاردو، الذي وجد أن المادة الموجودة في جثث الضحايا قادرة على
تغيير الحمض النووي بطريقة تجعل الكائن يتحول إلى مزيج غير طبيعي من الإنسان
والحيوان. بدأ إميليو يدرك أن الأمر أكثر تعقيدًا، وأن هناك خطة أكبر تُحاك في
الظلال.
تعرض
لكمين أثناء خروجه من القصر، حيث واجه مجموعة من الرجال المقنعين الذين حاولوا
قتله. تمكن من الفرار باستخدام المفتاح الغريب الذي وجده، لكنه كان يعلم أن
المواجهة الكبرى قادمة
الفصل
الخامس: المواجهة
كانت
الرياح تعوي على أبواب المصنع المهجور، وكأنها تحذر إميليو مما ينتظره. عند مدخل
المصنع، رأى نقوشًا محفورة على الجدران، وأحدها كان يحمل نفس العلامة التي وجدها
على الجثة الأولى. بدت الأرضية مغطاة ببقع داكنة، بعضها جديد والآخر يشهد على
جرائم قديمة. استمر في التقدم، مصحوبًا بفضوله وشعور داخلي بالخطر.
في
القبو أسفل المصنع، اكتشف غرفة كبيرة مضاءة بأضواء خافتة. الجدران كانت مليئة
بالرموز القديمة والألواح الزجاجية التي تحتوي على كائنات محفوظة في سائل غريب،
كانت مزيجًا بين إنسان وحيوان. بينما كان يتقدم، وجد مجموعة من الرسائل الشخصية
المكتوبة بخط يد "دييغو مونتيرو". تحدثت الرسائل عن "محاولات"
لتحقيق الخلود وعن خوف مونتيرو من ما أطلق عليه "التحول النهائي".
فجأة،
ظهر الوحش. كان ضخمًا بجسد يبدو كأنه مشوه بالتجارب التي خرجت عن السيطرة. جلده
كان مليئًا بالتشوهات، وعيونه الحمراء كانت تشع بالغضب. قبل أن يتمكن إميليو من
التقاط أنفاسه، بدأت مجموعة من الكائنات المشوهة تهاجمه. كان الصراع فوضويًا
ومليئًا بالتوتر، حيث اضطر إلى استخدام السبحة القديمة. عندما رفع السبحة في وجه
الوحش، اهتز الكائن وتراجع للحظة، مما أعطى إميليو الفرصة لإشعال النيران في القبو.
لكن
الوحش لم يستسلم. اندفع نحو إميليو، الذي بالكاد تمكن من الهروب عبر ممر جانبي.
كان المصنع يشتعل تدريجيًا، والدخان يملأ المكان. بينما كان يحاول إيجاد طريق
للخروج، أدرك أن هذه المعركة ليست النهاية، بل بداية لتحول المدينة كلها.
الفصل
السادس: لعنة أبدية
اختنق
الهواء بالدخان ورائحة الاحتراق، بينما كانت النيران تحيط بالمكان. ظهر
"ريكاردو"، الذي كان قد تبعه إلى المصنع سرًا، لإنقاذ إميليو. حاول
ريكاردو استخدام معرفته الطبية لمساعدة إميليو على تجاوز الوحش، لكنه أدرك أن
السبحة فقط لها التأثير الحقيقي. اتخذ قرارًا شجاعًا: البقاء داخل المصنع لإبقاء
الوحش والكائنات الأخرى محاصرة بالنيران.
صرخ
ريكاردو: "اذهب الآن! لا تدع هذه اللعنة تنتشر أكثر!"، بينما أمسك بعائق
حديدي لمنع الوحش من الهروب. بكى إميليو ولكنه لم يكن لديه خيار سوى الهروب،
تاركًا خلفه صديقه الذي كان يصارع من أجل منحه فرصة النجاة.
خارج
المصنع، وقف إميليو يشاهد النيران تلتهم المكان. ظن للحظة أن الكابوس قد انتهى،
لكن شيئًا بداخله كان يخبره بغير ذلك. عاد إلى منزله محاولًا استجماع أفكاره
وكتابة تقريره الأخير عن الوحش. ولكن قبل أن يتمكن من فعل ذلك، تلقى رسالة غير
موقعة تحتوي على صورة لـ"دييغو مونتيرو". كانت الصورة قديمة جدًا، لكنها
كانت تحمل نقشًا غامضًا يقول: "اللعنة تسير في الظلال".
في تلك
الليلة، وبينما كان يجلس قرب نافذته يراقب الشوارع الخالية، شعر بإحساس غريب وكأن
شيئًا ما يراقبه من بعيد. أدرك أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، وأن ما حدث في
المصنع لم يكن سوى بداية لحرب أكبر.
تعليقات
إرسال تعليق