رواية رحلة إلى بوابة الزمن: أسرار الماضي
الفصل الأول - بداية الرحلة
تنهدت ليلى بحزن وهي تنظر من نافذة شقتها إلى المدينة المزدحمة أسفل. لقد مرّ عام كامل منذ رحيل والدتها، وما زالت تشعر بالفراغ الذي تركته وراءها. كانت والدتها كل ما لديها في هذه الحياة، والآن وجدت نفسها تبحث عن معنى جديد لوجودها.
طرق باب شقتها، فأسرعت لفتحه. كان ذلك صديقها سامي، عالم الآثار الشغوف بالاكتشافات القديمة والغامضة. ابتسمت ليلى بترحاب عندما رأته.
"مرحبًا سامي! ما الذي جاء بك هنا في هذا الوقت؟"
"مرحبًا ليلى! لقد وجدت شيئًا مثيرًا للاهتمام وأردت أن أشاركك إياه على الفور." قال سامي وهو يرفع بحذر مجلدًا قديمًا من حقيبته.
"هذه خريطة قديمة عثرت عليها في المكتبة المحلية. تشير إلى مكان يُسمى 'بوبابة الزمن المنسية'." أجاب سامي بحماس.
ليلى أخذت الخريطة بين يديها وتأملتها بتركيز. كانت مليئة بالرموز الغامضة والأماكن المجهولة. شعرت بوخزة من الاهتمام تنتابها.
"بوابة الزمن المنسية؟ ما هذا المكان؟" سألت ليلى.
"لا أعلم بالضبط، لكن هناك القليل من المعلومات عنه في الكتب القديمة. يبدو أنه مكان سحري، مخفي في إحدى القرى النائية في الصحراء." شرح سامي بحماس. "ما رأيك لو قمنا بالبحث عنه معًا؟ قد نكتشف أسرارًا مذهلة!"
ليلى تردّدت للحظة. كانت الفكرة مغرية، لكن في داخلها شعور بالخوف من المجهول. لكن عندما رأت حماس سامي وإصراره، تبددت مخاوفها قليلاً.
"حسنًا، لنذهب إذن. ربما يساعدني هذا البحث على إيجاد معنى جديد لحياتي." قالت ليلى بتصميم.
ابتسم سامي بفرح وهما يخرجان من الشقة ليبدآ رحلتهما نحو المجهول.
بعد ساعات من القيادة عبر الصحراء الشاسعة، وصل سامي وليلى إلى القرية النائية التي أشارت إليها الخريطة. كانت القرية صغيرة وبسيطة، محاطة بالكثبان الرملية والنخيل.
"هنا إذن هي القرية التي تشير إليها الخريطة. لنبدأ البحث عن أي إشارات تقودنا إلى بوابة الزمن." قال سامي وهو ينزل من السيارة.
ليلى نظرت حول القرية بحذر. كان الجو هادئًا بشكل مريب، ولم تر أي شخص يتجول في الشوارع. شعرت بوخزة من القلق تنتابها.
"هل أنت متأكد من أننا في المكان الصحيح؟ يبدو هذا المكان مهجورًا." قالت ليلى بصوت منخفض.
"لا تقلقي، سنجد طريقنا. لنسأل أحد السكان عن المكان." قال سامي بثقة وتوجه نحو أحد المنازل.
طرق الباب بهدوء، لكن لم يأت أحد للرد. حاول مرة أخرى، لكن دون جدوى. بدأ الشعور بالقلق يتسلل إلى قلب ليلى.
"لا أحد يجيب. ربما لا يوجد أحد هنا." قالت ليلى.
"لا بد أن هناك أحد ما. دعنا نستكشف القرية قليلاً." أصر سامي وتابع طريقه.
ليلى تبعته بتردد، وهي تنظر حول الشوارع الخالية. شعرت بأنهما وحيدان في هذا المكان المجهول. فجأة، لمحت حركة من زاوية عينها. توقفت في مكانها وحدقت بحذر.
"هل رأيت ذلك؟ هناك شيء ما تحرك في تلك الزاوية." همست ليلى إلى سامي.
سامي توقف وتأمل المكان المشار إليه بتركيز. لم يلحظ أي شيء في البداية، لكن بعد لحظات، رأى ظلاً غامضًا يختفي خلف إحدى الأبنية.
"لقد رأيته! هناك شخص ما يراقبنا." قال سامي بصوت منخفض.
ليلى شعرت بقشعريرة تسري في ظهرها. كان هناك شيء غريب في هذا المكان، شيء مخيف. بدأت تتمنى لو لم تأت إلى هنا على الإطلاق.
"ربما علينا المغادرة. هذا المكان لا يبدو آمنًا." همست ليلى وهي تتراجع ببطء.
لكن سامي لم يستمع إليها. كان مندفعًا في استكشاف القرية، متحمسًا لاكتشاف أسرارها الغامضة.
"انتظري هنا قليلاً. سأذهب لأتحقق من الأمر." قال سامي وتوجه ببطء نحو المكان الذي شاهدا الظل فيه.
ليلى أرادت أن تصرخ وتطلب منه البقاء معها، لكن كلماتها انحبست في حلقها. كانت تشعر بالخوف والقلق وحيدة في هذه القرية المهجورة.
ماذا سيحدث لهما الآن؟ هل سينجحان في اكتشاف بوابة الزمن المنسية دون أن يقعا في مصيدة ما؟ ستنتظر ليلى بقلق شديد عودة صديقها سامي
الفصل الثاني: ألغاز البوابة
الفصل الثالث: مواجهة الماضي
بعد ساعات من المشي في الصحراء الشاسعة، وصل ليلى وسامي أخيرًا إلى القرية المنسية. لم يكن هناك أي علامات لوجود سكان، فالأبنية القديمة كانت مهجورة وتغطيها الرمال. شعرت ليلى بالقلق والتوتر، لكن سامي كان متحمسًا للاستكشاف.
"هذه القرية تبدو وكأنها تُركت على عجل،" قالت ليلى وهي تنظر حولها بحذر. "لا أدري ما الذي حدث هنا."
"ربما سنجد إجابات في هذه النقوش على الجدران،" أشار سامي إلى آثار غامضة على أحد المباني. "تبدو وكأنها إشارات إلى موقع بوابة الزمن."
بينما كانا يتفحصان النقوش بتركيز، سمعا صوت خطوات غريبة تقترب منهما. وقفا في حذر، وفجأة ظهر كائن غريب أمامهم، يشبه الجني من الخرافات. كان مظهره شاحبًا وغير واضح، وحركاته متقلبة.
"مرحبًا أيها الزائرون،" قال الكائن بصوت خشن. "لماذا تجرؤان على التجول في أرضي؟"
سامي تقدم خطوة إلى الأمام، محاولاً التحدث بهدوء. "نحن نبحث عن بوابة الزمن المنسية. هل بإمكانك مساعدتنا في العثور عليها؟"
الكائن الغامض تأمل الاثنين بنظرة ثاقبة. "بوابة الزمن؟ لماذا تبحثان عنها؟ هذا المكان محمي ولا ينبغي لكما التجول هنا."
"نرجوك،" تدخلت ليلى بصوت متوسل. "هذا الأمر مهم بالنسبة لي. أنا فقدت والدتي، وأريد أن أجد طريقي في الحياة. ربما تساعدني بوابة الزمن في ذلك."
الجني تأمل ليلى لبرهة، ثم أومأ برأسه بتردد. "حسنًا. سأسمح لكما بالمضي قدمًا، لكن عليكما مواجهة التحديات التي وضعتها لحماية هذا المكان المقدس."
ليلى وسامي تبادلا نظرة متفهمة. كانا يدركان أن الطريق لن يكون سهلاً، لكن هذه كانت فرصتهما الوحيدة للوصول إلى بوابة الزمن.
"سنفعل ما بوسعنا،" وعد سامي. "نشكرك على هذه الفرصة."
الجني اختفى في الظلال، تاركًا الاثنين ليواجها المخاطر بمفردهما.
"هل أنت جاهزة لهذا؟" سأل سامي ليلى.
ليلى أخذت نفسًا عميقًا وأومأت برأسها. "نعم، أنا جاهزة. لنواجه ما ينتظرنا."
بدأا في التقدم عبر القرية المهجورة، مواجهين تحديات غامضة على كل خطوة. كانت هناك ألغاز معقدة على الجدران والأرضيات، والأفخاخ الخطيرة التي كان عليهما تجنبها بحذر. في كل مرة يشعران بالإحباط، كانا يتذكران الهدف من رحلتهما وكيف أنها مرتبطة بماضي ليلى.
وأثناء تقدمهما، بدأت ليلى تتعلم المزيد عن تاريخ القرية. كانت هناك قصص عن أجدادها الذين عاشوا هنا، وعن المعتقدات والطقوس التي كانوا يمارسونها. شعرت بصلة قوية تربطها بهذا المكان، كما لو أنها كانت جزءًا من تاريخه.
"هذه القرية كانت مركزًا روحيًا لأجدادنا،" شرح سامي. "كانوا يؤمنون بأن بوابة الزمن تحتوي على القوة لمساعدة الناس على مواجهة الماضي والتقدم في المستقبل."
ليلى استمعت بتركيز، وشعرت بكيف أن هذه المعلومات تنير طريقها. "ربما هذا ما أحتاجه - القوة لمواجهة ماضي وفقد والدتي."
بعد مواجهة المزيد من الألغاز والأفخاخ، وصلا أخيرًا إلى مدخل بوبابة الزمن. كان المكان محاطًا بطاقة غامضة وقديمة، مما جعل ليلى تشعر بالخوف والترقب.
"هذا هو المكان،" همس سامي. "أنت مستعدة؟"
ليلى أخذت نفسًا عميقًا وأومأت برأسها. "نعم، أنا مستعدة. لنواجه الماضي معًا."
ببطء، دخلا إلى داخل البوبابة. الجدران كانت مغطاة بنقوش قديمة وغامضة، وكان هناك إحساس بالطاقة القديمة والمقدسة. ليلى شعرت بقلبها ينبض بقوة، وكأنها على وشك مواجهة شيء مهم في حياتها.
فجأة، ظهرت صورة والدتها أمامها، وكأنها حية. ليلى شعرت بالدموع تنهمر من عينيها، لكنها لم تحاول إيقافها. في هذه اللحظة، كانت مستعدة لمواجهة ماضيها وما خلفه من آلام.
"أمي..." همست ليلى بحنان. "لقد افتقدتك كثيرًا."
الصورة ابتسمت بدفء، وكأنها تريد تطمين ابنتها. ليلى شعرت بالسلام ينتابها، وأدركت أنها لم تكن وحيدة في رحلتها. كان والدتها معها في قلبها، تشجعها على المضي قدمًا.
عندما اختفت الصورة، نظرت ليلى إلى سامي وابتسمت بامتنان. "لقد وجدت ما كنت أبحث عنه. الآن أنا مستعدة لمواجهة المستقبل."
سامي ضحك بفرح وضع يده على كتف صديقته. "أعلم ذلك. لقد كنت أعرف أنك ستجدين ما تبحثين عنه هنا."
خرجا من البوابة وهما يشعران بالسلام والقوة. كانت هذه بداية طريق جديد لليلى، طريق التقدم والاستكشاف. وبينما كانا يتجهان إلى الخارج، ظهر الجني مرة أخرى، لكن هذه المرة لم يكن هناك تحد أو تهديد في نظراته.
"لقد نجحتما في اختبار البوابة،" قال الجني بصوت هادئ. "استخدما ما تعلمتماه لتواجها المستقبل بشجاعة."
ليلى وسامي ابتسما وأومأا برؤوسهما بتقدير. ثم استأنفا طريقهما، مدركين أن الرحلة لم تنته بعد، ولكن هذه المرة كانا مستعدين لما ينتظرهما.
تعليقات
إرسال تعليق