رواية : الدمية المسكونة | لعنة الأجيال

 

الفصل الأول - اكتشاف الدمية

 

كانت سارة تقف هناك، في وسط العلية الغبارية، تحدق في الدمية القديمة التي اكتشفتها بالصدفة. كانت الدمية مصنوعة من الخشب المحفور بعناية، مع وجه شاحب وعيون زجاجية كبيرة. لم تكن مجرد دمية عادية، بل شعرت سارة بشيء غير مريح حولها، كأن هناك قوة خفية تنبعث منها.

سارة كانت تقضي إجازتها الصيفية في قرية جدتها النائية، هربًا من ضجيج المدينة. كانت القرية صغيرة ومعزولة، محاطة بالغابات الكثيفة والوديان العميقة. لم تكن هناك الكثير من الأنشطة للقيام بها، لذلك كانت سارة تقضي معظم وقتها في استكشاف المنزل القديم لجدتها.

في أحد الأيام، وبينما كانت تتجول في العلية المظلمة، لفت انتباهها شيء ما مخفي تحت الأتربة والعنكبوت. بتردد، مسحت الغبار عن الشيء الغريب، وكشفت عن الدمية المنحوتة بعناية. لم تكن متأكدة من سبب شعورها بالقلق والخوف تجاهها، لكن شيئًا ما في داخلها أشار إلى أن هناك قصة مظلمة وراء هذه الدمية.

"ماذا تخبئين؟" همست سارة وهي تمسك الدمية بحذر، كأنها تخاف أن تنكسر في يدها.

لم تكن تدرك أنها كانت بداية لرحلة مليئة بالرعب والغموض. كانت مجرد فتاة شابة، لا تعلم أن مصير عائلتها كان مرتبطًا بهذه الدمية القديمة.

عندما نزلت سارة إلى الطابق الأرضي، صادفت جدتها تجلس في الصالة، تشرب الشاي كما هي عادتها. كان وجه الجدة شاحبًا وقلقًا، كأنها قد رأت شبحًا.

"سارة، ما الذي وجدتِه في العلية؟" سألت الجدة بصوت خافت.

سارة تردّدت للحظة، ثم أخرجت الدمية من حقيبتها. "وجدت هذه الدمية القديمة. هل تعرفين شيئًا عنها؟"

الجدة نظرت إلى الدمية بنظرة مليئة بالخوف والحزن. "نعم، أعرف هذه الدمية جيدًا. كانت ملكًا لجدة والدتك، قبل أن تموت بسنوات."

سارة شعرت بالدهشة. "جدة والدتي؟ لماذا كانت لديها هذه الدمية؟"

الجدة تنهّدت بعمق، ثم قالت: "هناك قصة مظلمة وراء هذه الدمية، قصة لعنة عائلتنا. لقد عانينا منها لأجيال."

سارة شعرت بالقشعريرة تسري في ظهرها. "لعنة؟ ماذا تعني بذلك؟"

الجدة أغمضت عينيها للحظة، كأنها تحاول إيجاد الكلمات المناسبة. "هذه الدمية... هناك قوة شريرة تسكنها. إنها تلاحق عائلتنا منذ زمن بعيد. لقد أصابت الكثير منا بالجنون والموت."

سارة شعرت بالخوف يتسلل إلى قلبها. "لكن كيف يمكن أن يكون هناك قوة شريرة في مجرد دمية؟"

الجدة فتحت عينيها وحدقت في عيني سارة بجدية. "هناك أشياء في هذا العالم لا يمكن تفسيرها بالعقل المنطقي. هذه الدمية مسكونة بروح شريرة، وعلينا أن نحذر منها."

سارة نظرت إلى الدمية بخوف. كانت تشعر بأنها تنظر إليها، وكأن هناك شيئًا خفيًا يراقبها.

"ماذا علي أن أفعل؟" سألت سارة بصوت خافت.

الجدة هزت رأسها بحزن. "عليك أن تتخلصي منها. إعادتها إلى مكانها الأصلي هي الطريقة الوحيدة لكسر اللعنة."

سارة نظرت إلى الدمية مرة أخرى، وشعرت بالخوف يسيطر عليها. كانت تعلم أنها لا تستطيع التخلص منها بسهولة. كان هناك شيء ما في داخلها يجذبها إلى هذه الدمية المسكونة.

"لا أعتقد أنني أستطيع التخلص منها الآن," همست سارة. "أريد أن أفهم ما هي هذه اللعنة التي تتحدثين عنها."

الجدة أومأت برأسها بحزن. "فلتكن على حذر، سارة. هذه الدمية خطرة أكثر مما تتصورين."

سارة نظرت إلى الدمية مرة أخرى، وشعرت بقشعريرة تسري في ظهرها. كانت تعلم أنها قد دخلت في مغامرة مليئة بالمخاطر، ولكن فضولها كان أقوى من خوفها. كان عليها أن تكتشف ما وراء هذه اللعنة المظلمة

 

الفصل الثاني: أسرار العائلة

 

كانت سارة تجلس في غرفة جدتها، تحاول استيعاب كل ما سمعته. لم تكن متأكدة من ماذا تفعل بالدمية التي وجدتها في العلية، ولكن مع كل لحظة تمر، كانت تشعر بأنها مرتبطة بها بطريقة ما.

"إذن هذه الدمية كانت تعود لجدة والدتي؟" سألت سارة بصوت هادئ.

الجدة أومأت برأسها ببطء. "نعم، هذه هي الدمية التي كانت تخص جدة والدتك. كانت تحمل لعنة عائلتنا لسنوات."

سارة شعرت بقشعريرة تسري في ظهرها. "لعنة؟ ماذا تعني بذلك؟"

الجدة تنهدت بعمق وبدأت في سرد القصة. "كانت جدة والدتك، ماريا، امرأة جميلة وحنونة. لكن هناك شيء مظلم كان يحيط بها. كانت تراها تتحرك بمفردها في الليل، وتسمع أصوات غريبة تأتي من الدمية. كانت تؤمن أن هناك قوة شريرة تسكن الدمية، وأنها تؤثر على من حولها."

سارة استمعت بانتباه، وهي تتخيل المشاهد المرعبة التي وصفتها جدتها.

"في إحدى الليالي، اختفت ماريا. بحثنا عنها في كل مكان، ولكن لم نجدها. بعد أسبوع، عُثر على جثتها في الغابة. كان وجهها محطمًا، وكانت هناك علامات على عنقها كأنها خُنقت."

سارة غمضت عينيها بقوة، محاولة إخراج هذه الصورة المروعة من ذهنها.

"لقد كان ذلك حادثًا مروعًا للغاية. لم نتمكن من إيجاد السبب الحقيقي وراء وفاتها. ولكن بعد ذلك بوقت قصير، بدأت الأحداث الغريبة تحدث في القرية. كانت هناك جرائم وحوادث لا يمكن تفسيرها. وقد اتهم الناس الدمية بأنها السبب وراء ذلك."

"لذلك كانت الدمية هي السبب في كل هذا؟" سألت سارة بقلق.

"نعم، لقد كانت هناك قوة شريرة تسكن الدمية. كانت تؤثر على من حولها، وتجعلهم يرتكبون أعمالاً مروعة. لقد حاولنا التخلص منها مرارًا وتكرارًا، ولكن كل مرة كانت تعود إلى المكان الذي وُضعت فيه."

سارة شعرت بالخوف ينتابها. "إذن ماذا حدث بعد ذلك؟"

الجدة أغمضت عينيها للحظة. "لقد استمرت الأحداث المخيفة لسنوات. لم نستطع التخلص من تأثير الدمية. وفي النهاية، قررنا إخفاءها في العلية، بأمل أن تكون هناك في مأمن من أي شخص."

سارة نظرت إلى الدمية التي كانت تحتفظ بها. "إذن هذه هي الدمية التي كانت تخص جدة والدتي؟"

الجدة أومأت برأسها. "نعم، هي نفس الدمية. لقد حاولنا حمايتك منها، ولكن لا أحد يمكنه الهروب من هذه اللعنة."

شعرت سارة بقلقها يزداد. "إذن ماذا سأفعل الآن؟ هل سأكون في خطر إذا أبقيت هذه الدمية معي؟"

الجدة أمسكت بيد سارة بحنان. "لا أعرف ما الذي سيحدث. ولكن أعرف أنك بحاجة إلى مواجهة هذه المخاوف. ربما تكون أنت من يستطيع كسر هذه اللعنة التي طاردتنا لسنوات."

سارة نظرت إلى الدمية بتردد. كان لديها شعور بأن هناك شيئًا مظلمًا يحيط بها، ولكن في الوقت نفسه، كان لديها رغبة في معرفة المزيد. "حسنًا، سأحاول. ربما أستطيع إيجاد طريقة لكسر هذه اللعنة."

ابتسمت الجدة بحزن. "أنا أعلم أنك ستفعلين ذلك. أنت قوية يا سارة، وأنا أثق بك. ولكن كن حذرًا. هناك قوة شريرة تسكن هذه الدمية، ولا تعرف ما الذي قد تفعله إذا حاولت التدخل."

سارة أومأت برأسها بفهم. "لا تقلقي، سأكون حذرة. وسأفعل كل ما بوسعي لكسر هذه اللعنة."

مع هذه الكلمات، غمرت سارة نفسها في التفكير في الماضي المظلم لعائلتها، وتساءلت عن ما الذي قد يخبئه المستقبل

 

الفصل الثالث: الصراع مع الروح الشريرة

 


الهواء البارد تسلل إلى غرفة سارة في المساء، وهي تجلس على سريرها وتحدق في الدمية الخشبية المُحكمة الإغلاق. كانت قد وضعتها على طاولة صغيرة بجوار السرير، وكان وجهها المنحوت بعناية يخيم عليه الظل في الضوء الخافت. شعرت سارة بقشعريرة تجتاح ظهرها كلما نظرت إليها.

لقد مرت أيام منذ أن أخبرتها جدتها عن لعنة العائلة المرتبطة بهذه الدمية الغامضة. لم تستطع سارة التخلص من الإحساس بالقلق والخوف الذي يُلازمها منذ ذلك الحين. كانت الأحداث الغريبة تتسارع في القرية، ولم يكن من الواضح ما إذا كانت مرتبطة بالدمية أم لا.

تذكرت سارة كيف أنها شاهدت جارها القديم، السيد أحمد، يُساق إلى سيارة الشرطة بعد أن عُثر عليه في غرفته مذبوحًا بطريقة وحشية. وكيف أن أطفال القرية بدأوا يُشاهدون أشياء غريبة في الغابات المحيطة، مما أثار الذعر بين السكان. كانت هناك شائعات عن روح شريرة تجول في الظلام، وكان الجميع يلقون باللوم على الدمية.

تنهدت سارة بعمق وأغمضت عينيها. لم تكن متأكدة مما إذا كانت هذه الأحداث مرتبطة بالدمية أم لا، ولكن شعورها بالخطر لم يفارقها. ماذا ستفعل؟ هل ستحاول التخلص من الدمية كما نصحتها جدتها؟ أم ستواصل البحث عن طريقة لكسر اللعنة؟

في تلك اللحظة، سمعت سارة صوتًا خافتًا يأتي من الطاولة. فتحت عينيها على الفور، وحدقت في الدمية بذهول. كان وجه الدمية قد تغير، وأصبح له تعبير شرير وملامح مشوهة. شعرت سارة بالرعب يسري في أوصالها.

"من أنت؟" هتفت سارة بصوت مرتعش.

لم تكن تتوقع أن تحصل على رد. ولكن فجأة، سمعت صوتًا عميقًا وخشنًا يتردد في رأسها.

"أنا الروح التي تسكن هذه الدمية. لقد آن الأوان لأخذ ما هو حقي."

ارتعدت سارة من الرعب. كانت الروح الشريرة تتحدث إليها مباشرة في عقلها. حاولت أن تتحرك، ولكن شعرت بأنها مشلولة، عاجزة عن الحراك.

"ماذا تريد مني؟" همست سارة بصوت خافت.

"أريد أن أنتقم. لقد سرقت عائلتك مني ما كان يجب أن يكون لي. الآن حان وقت العودة."

شعرت سارة بالرعب يتسلل إلى قلبها. كانت الروح تتحدث بلهجة مهددة، وكأنها تخطط لشيء سيئ. لم تكن متأكدة مما إذا كانت ستستطيع الهرب من هذا الكيان الشرير.

فجأة، سمعت صوت طرق على الباب. كان أصدقاؤها، عمر وليلى، قد أتوا لزيارتها. شعرت سارة بالارتياح لرؤيتهم، لكن في الوقت نفسه، خافت على سلامتهم.

"سارة! هل أنت بخير؟" صاح عمر من الخارج. "لقد رأينا أشياء غريبة في الغابة. نريد أن نتحدث معك!"

سارة نظرت إلى الدمية بخوف. "عليكم الابتعاد من هنا على الفور!" صاحت بصوت مرتجف. "هناك خطر!"

ولكن قبل أن تتمكن من قول أي شيء آخر، سمعت صوتًا مخيفًا يتردد في رأسها.

"لا أحد سيفلت من غضبي."

 

الفصل الرابع: مواجهة المخاوف

 

كانت سارة تتجول في العلية القديمة لمنزل جدتها، تحاول أن تجمع المزيد من الأدلة والأسرار التي تخفيها هذه الدمية المسكونة. كانت الغبار يتطاير في أشعة الشمس الخافتة، وشعرت بوخزة في قلبها عندما رفعت الدمية وتأملتها بحذر.

لقد مرت أيام منذ أن كشفت جدتها عن سر هذه الدمية وعن اللعنة التي طالما لاحقت عائلتها. كانت سارة تشعر بالخوف والقلق، لكنها أيضًا مصممة على معرفة الحقيقة كاملة. لا يمكنها تجاهل ما تعنيه هذه الدمية لها وللأجيال التي سبقتها.

جلست سارة على أحد الصناديق القديمة في العلية، وبدأت في تفتيش المكان بحثًا عن أي تلميحات أو إشارات أخرى. لم تكن هناك الكثير من الأشياء، إلا بعض الصور القديمة معلقة على الجدران، وبعض الصناديق والصناديق المغلقة. أخذت سارة نفسًا عميقًا وبدأت في التحقيق في هذه الصناديق.

وجدت صورًا قديمة لعائلتها - صور لجدتها ماريا وهي شابة، وصور لأشخاص آخرين لم تتعرف عليهم. كانت هناك أيضًا بعض الوثائق والرسائل القديمة، بعضها مكتوب بخط اليد. سارعت سارة إلى قراءتها، وشعرت بالدوار والغثيان مع كل سطر تقرأه.

كانت هذه الوثائق تكشف عن سر مظلم في ماضي عائلتها - سر مرتبط بهذه الدمية الملعونة. اكتشفت أن الدمية كانت ملكًا لجدتها ماريا، وأن هناك قوة شريرة كانت تسكنها. كانت ماريا قد حاولت مرارًا وتكرارًا التخلص من الدمية والتحرر من اللعنة، لكن دون جدوى.

وأخيرًا، اكتشفت سارة أن ماريا قد اختفت بطريقة غامضة، وأن جثتها لم تُعثر عليها أبدًا. كانت هناك إشارات إلى أن الروح الشريرة قد تمكنت منها وأودت بحياتها.

شعرت سارة بالغثيان والدوار وهي تقرأ هذه التفاصيل المروعة. كيف يمكن أن تكون جدتها قد عانت من هذا الكابوس؟ وكيف يمكن أن تكون هذه الدمية السبب في اختفائها وموتها؟

لم تكن قادرة على استيعاب كل هذه المعلومات دفعة واحدة. هزت رأسها بحزن وأغلقت الصناديق، وشعرت بالرغبة في الفرار من هذا المكان. لكن شيئًا ما جذبها مرة أخرى إلى الدمية التي كانت لا تزال بين يديها.

أمسكت الدمية بإحكام وشعرت بنبضات غريبة تنبعث منها. كانت تشعر وكأن هناك كيانًا ما يحاول التواصل معها، يحاول إيصال رسالة ما. وفجأة، بدأت الرؤى تتدفق في ذهنها.

رأت صورًا مخيفة لجدتها ماريا وهي تصارع كيانًا شريرًا، ثم صور لأحداث غريبة وغير مفسرة تحدث في القرية. كانت الرؤى متقطعة وغامضة، لكن سارة شعرت بالخوف والرعب وهي تحاول فهمها.

ارتجفت سارة وأسقطت الدمية على الأرض. كانت تشعر بالخوف والقلق، لكن في الوقت نفسه كانت مصممة على اكتشاف الحقيقة. لقد آن الأوان لمواجهة الماضي المظلم لعائلتها والتخلص من هذه اللعنة إلى الأبد.

نهضت سارة بتصميم وهمت نحو الباب، مصممة على الذهاب إلى المكان الذي كانت الدمية قد أتت منه - إلى المكان الذي اختفت فيه جدتها ماريا. كان عليها مواجهة مخاوفها والكشف عن الحقيقة، حتى لو كانت مؤلمة.

وبينما كانت تغادر العلية، شعرت بوجود شيء ما يراقبها من الظلام. شعرت بقشعريرة تجتاح ظهرها، لكنها تجاهلت هذا الشعور وواصلت سيرها بخطى ثابتة. لن تسمح لأي شيء بإيقافها عن مواجهة الحقيقة المرعبة التي ينتظرها

الفصل الخامس: كسر اللعنة

 

كانت سارة تنظر إلى الدمية الخشبية التي تحملها بين يديها، شاعرة بالخوف والقلق. لقد قطعت شوطًا طويلاً في محاولة لكشف أسرار عائلتها المظلمة والتخلص من اللعنة التي تلاحقها، ولكن الآن كانت تشعر بالتردد. ماذا سيحدث إذا فشلت في إبطال اللعنة؟ هل ستكون قادرة على مواجهة الروح الشريرة التي تسكن الدمية؟

تنهدت سارة بعمق وتوجهت نحو الغابة المحيطة بالقرية. كانت تذكر كلمات جدتها التي شجعتها على المضي قدمًا، على الرغم من المخاطر. "لا بد أن تواجهي ماضينا المظلم، يا سارة. فقط بذلك ستتمكنين من كسر اللعنة التي تلاحقنا."

كلما اقتربت سارة من الغابة، شعرت بالتوتر يتصاعد داخلها. كان هناك شيء مخيف في الهدوء المطبق الذي يسود المنطقة، كأن الطبيعة نفسها كانت تتوقع ما سيأتي. أمسكت سارة بالدمية بإحكام، مستعدة لمواجهة أي خطر.

فجأة، سمعت صوتًا خافتًا يأتي من الدمية. "هل أتيت لتكسري اللعنة؟ لن تنجحي، فأنا أقوى مما تتصورين."

ارتعشت سارة وشعرت بالبرودة تسري في جسدها. "من أنت؟ ماذا تريد مني؟"

"أنا الروح التي تسكن هذه الدمية منذ قرون. لقد عذبت أجيالك لأنهم حاولوا التخلص مني. وها أنت الآن تأتين لتواجهيني."

سارة أحكمت قبضتها على الدمية، محاولة السيطرة على خوفها. "لماذا تفعل هذا؟ ما الذي تريده مني؟"

"أريد الانتقام. لقد أخذتم مني حريتي وسجنتموني في هذه الدمية. الآن حان وقت العودة إلى الحياة، وسأبدأ بك وعائلتك."

شعرت سارة بالرعب يسري في عروقها. كان عليها أن تتصرف بسرعة قبل أن تفقد السيطرة على الموقف. "لن أسمح لك بذلك. لقد جئت لإنهاء هذه اللعنة إلى الأبد."

"هل تعتقدين أنك ستنجحين؟ لقد حاول الكثيرون من قبلك، ولكنهم فشلوا جميعًا. أنت مجرد فتاة صغيرة ضعيفة لا تستطيع مواجهة قوتي."

سارة شعرت بالغضب يتملكها. "لست ضعيفة! لقد واجهت مخاوفي وأتيت إلى هنا لإنهاء هذه اللعنة. وسأنجح في ذلك، حتى لو كلفني الأمر حياتي."

ضحكت الروح الشريرة بصوت خشن. "هذا ما سنراه. لقد آن الأوان لتدفعي الثمن نيابة عن عائلتك."

فجأة، شعرت سارة بوخزة حادة في ذراعها. نظرت إليه ورأت علامة حرق تظهر على جلدها. ألقت الدمية أرضًا وحاولت الهرب، لكن الروح الشريرة كانت أسرع منها.

"لا تحاولي الهرب. لقد أمسكت بك الآن ولن أتركك تفلتين مني."

سارة حاولت الصراخ، لكن لم يخرج من فمها سوى صوت خافت. شعرت بالخنق والرعب يتملكانها. كانت مصيرها محتوم إذا لم تتمكن من التخلص من قبضة الروح الشريرة.

في تلك اللحظة، تذكرت سارة كلمات جدتها. "لا بد أن تواجهي ماضينا المظلم، يا سارة. فقط بذلك ستتمكنين من كسر اللعنة التي تلاحقنا."

استجمعت قواها وحاولت التركيز. لا بد أن هناك طريقة لإنهاء هذه اللعنة. لن تستسلم بسهولة.

"لن أتخلى عن محاولتي. لقد جئت إلى هنا لأنهي هذه اللعنة إلى الأبد. وسأنجح في ذلك، حتى لو كلفني الأمر حياتي."

ازداد غضب الروح الشريرة. "أنت مجرد طفلة غبية! لا يمكنك أن تفعلي شيئًا ضدي."

سارة نظرت حولها بيأس، محاولة إيجاد طريقة للهرب. لكن في تلك اللحظة، رأت شيئًا يلفت انتباهها - كان هناك شرخ في الأرض، كأن الطبيعة نفسها تنشق لتساعدها.

دون تردد، قفزت سارة داخل الشرخ، هاربة من قبضة الروح الشريرة. سقطت في ممر مظلم وضيق، لكنها شعرت بالأمان لبعض الوقت. كانت تأمل أن تجد طريقًا للهرب من هذا الكابوس.

بينما كانت تتقدم في الممر، سمعت صوت الروح الشريرة يتردد من بعيد. "لن تفلتي مني يا سارة! سأجدك حتى لو كان آخر ما أفعله!"

سارة أسرعت بخطواتها، مصممة على إيجاد طريق للهرب. لا بد أن هناك حل ما لإنهاء هذه اللعنة إلى الأبد. لن تستسلم بسهولة، حتى لو كلفها الأمر حياتها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أجنحة الامل : مستوحاه من رواية شاهين السماء

مذكرات نشال | للمعلم عبد العزيز "النص"

رواية : ملكة الملح الأسود | 2025

رواية: لعبة الساعات الزجاجية | لا أحد يهرب من عدّاد الذكريات

رواية شمس الغروب | مستوحاة من رواية "كبرياء وتحامل"

رواية : ظل العقاب | مستوحاه من روايه "الشيطان شاهين"

رواية : العابر بين النجوم | عن روايه الأمير الصغير

روايه: ظل القمر | عن قصة الزوجة والثعلب