رواية: العملية الليلية | قلب المدينة المحصنة
الفصل الأول: بداية المهمة
تحت السماء المظلمة ووسط هدير الرياح الباردة، تجمعت فرقة النخبة
بقيادة القائد سامر في معسكر سري يقع على أطراف المدينة المحصنة. كانت المهمة
واضحة لكنها محفوفة بالمخاطر، حيث تلقى الفريق أوامر صارمة بالتوجه إلى قلب
المدينة المحصنة لإتمام عملية سرية. كان الهدف هو جمع معلومات حساسة من مركز
التحكم المركزي للمدينة، وهي قاعدة عمليات يُشاع أنها تحتوي على بيانات قد تغير
مسار الحرب الجارية.
سامر، قائد الفرقة، كان رجلاً ذا خبرة طويلة في العمليات الخاصة. كانت
نظرته الثاقبة تدل على شخصية حازمة، وقد اكتسب احترام رجاله ليس فقط بفضل ذكائه
التكتيكي، بل أيضاً لشجاعته في أرض المعركة. بجانبه كان يجلس الملازم فادي، الذراع
اليمنى لسامر، الذي كان يعتمد عليه في تحليل البيانات وتوجيه الفرقة خلال المهمات
الصعبة.
"المدينة
محصنة بالكامل"، قال فادي وهو يستعرض خريطة ثلاثية الأبعاد للمدينة على جهازه
اللوحي. "الحواجز الإلكترونية والكاميرات الحرارية تغطي جميع المداخل
الرئيسية. الدخول دون أن يتم اكتشافنا سيكون مستحيلاً إذا لم نكن حذرين."
"لدينا
ميزة السرعة والتخفي"، رد سامر وهو يتأمل الخريطة. "نعرف نقاط الضعف في
نظامهم الأمني، ولدينا فقط ساعات محدودة قبل أن تتغير الأمور. يجب أن نتحرك
الليلة، وإلا سنفقد فرصتنا."
كانت الفرقة مكونة من ستة أفراد، كل منهم متخصص في مجال معين. كان
بينهم عادل، الخبير في التفجير والهجمات الإلكترونية، وسعيد، قناص بارع يتمتع بدقة
إصابة غير عادية، وحسام، المحارب القوي الذي يتفوق في المعارك القريبة.
بدأت الساعة بالعد التنازلي، وتحركت الفرقة نحو المدينة تحت ستار
الليل. كانوا يعلمون أن أي خطأ قد يكلفهم حياتهم، ولكنهم كانوا مستعدين للمخاطرة.
الفصل الثاني: الدخول إلى المدينة
تحركت الفرقة بحذر شديد عبر الغابات الكثيفة التي تحيط بالمدينة
المحصنة. كانت الأشجار العالية توفر لهم غطاءً من المراقبة الجوية، ولكنهم كانوا
يدركون أن هذا لن يدوم طويلاً. كانت المدينة المحصنة عبارة عن قلعة عصرية، مليئة
بأحدث تقنيات الحماية. كاميرات مراقبة متطورة، حواجز ليزرية، وطائرات درون تحوم
باستمرار حول المكان.
"سعيد،
هل ترى أي حركة؟" سأل سامر وهو يراقب الأفق من خلال منظاره الليلي.
أجاب سعيد بينما كان يفحص المنطقة عبر منظار القنص الخاص به:
"هناك طائرة درون على ارتفاع منخفض، لكنها ستبتعد في غضون خمس دقائق. نحتاج
إلى التحرك الآن قبل أن تعود."
أعطى سامر الإشارة للفرقة بالتقدم. باستخدام معداتهم المتطورة،
استطاعوا اختراق الأسلاك الشائكة والحواجز الأمنية دون أن يثيروا انتباه الحراس.
كانت الخطوة التالية هي الوصول إلى البوابة الشمالية للمدينة، حيث خططوا لاستخدام
معدات التخفي لتجاوز النظام الأمني.
عندما وصلوا إلى البوابة، استلم عادل المهمة. بدأ في اختراق النظام
الإلكتروني للبوابة باستخدام جهازه المحمول. "لدينا دقيقة واحدة قبل أن
يُكتشف الاختراق. كن مستعداً لأي طارئ"، قال عادل وهو يعمل بسرعة ودقة.
وفي اللحظة التي تم فيها فتح البوابة بصمت، تسللت الفرقة إلى داخل
المدينة المحصنة. كان الجميع في حالة تأهب قصوى، مدركين أن أي خطأ صغير قد يؤدي
إلى إطلاق الإنذارات.
"الهدف
الآن هو الوصول إلى برج المراقبة المركزي في وسط المدينة"، قال سامر بينما
كان يقود الفرقة عبر الأزقة الضيقة والممرات الخلفية. كانت المدينة تبدو هادئة من
الخارج، ولكنهم كانوا يعلمون أن خلف كل زاوية قد يكون هناك فخ أو كمين.
الفصل الثالث: المواجهة الأولى
بينما كانت الفرقة تتقدم عبر المدينة، شعر سامر أن شيئاً غير طبيعي
يحدث. كانت الأجواء هادئة بشكل غريب، وكأنها مدينة أشباح. فجأة، ارتفعت أصوات
إنذارات حادة، وبدأت الأضواء الحمراء في الوميض في كل مكان.
"لقد تم
اكتشافنا!" صرخ فادي وهو يشير إلى شاشة جهازه اللوحي. "النظام الأمني في
حالة تأهب قصوى. يجب أن نتحرك بسرعة قبل أن تحاصرنا القوات."
"انتشار
سريع!" أمر سامر. "سعيد، اتخذ موقعاً مناسباً لتغطيتنا، عادل، أعد لنا
مخرجًا احتياطيًا."
تحرك الفريق بسرعة نحو برج المراقبة، ولكن سرعان ما واجهوا وحدة من
الجنود المسلحين المدججين بالسلاح. اندلعت الاشتباكات في الشوارع الضيقة، وكانت
الفرقة تعتمد على تدريبها العالي وتنسيقها الممتاز لتفادي الخطر.
أطلق سعيد النار بدقة فائقة، وأسقط قائد وحدة الأعداء في ضربة واحدة.
في نفس الوقت، كان حسام يتعامل مع الجنود القريبين، مستخدمًا مهارته في القتال
اليدوي لإسقاطهم بسرعة. كانت الفرقة تعمل بتناغم مثالي، ولكن الأعداء كانوا كُثر.
بينما كانوا يتقدمون نحو البرج، لاحظ سامر شيئاً غريباً على الرادار.
"هناك شيء كبير يقترب منا بسرعة!" صرخ وهو يوجه نظره إلى السماء.
وفجأة، ظهرت طائرة هجومية صغيرة تحلق فوقهم، موجهة أسلحتها نحوهم.
الفصل الرابع: اكتشاف الأسرار
بصعوبة، تمكنت الفرقة من تفادي الطائرة الهجومية عبر الاختباء في أحد
الملاجئ المهجورة. كانت هذه اللحظة تمنحهم فرصة لالتقاط أنفاسهم والتفكير في
الخطوة التالية. "علينا أن نصل إلى البرج، إنه مفتاح كل شيء"، قال سامر
وهو يمسح عرقه.
"لكن
هناك شيء غير طبيعي في هذه المدينة"، أضاف فادي وهو يراقب بيانات جهازه
اللوحي. "النظام الأمني هنا أكثر تطوراً مما كنا نتوقع. هذا ليس مجرد مركز
تحكم، هناك شيء آخر يجري هنا."
بفضل مهارات عادل في القرصنة، تمكن من اختراق بعض الأنظمة المحلية.
"وجدت شيئاً مهماً"، قال بصوت خافت. "هناك مشروع سري يتم تنفيذه
هنا، يُعرف باسم 'النواة الحمراء'. إنه برنامج عسكري خطير يهدف إلى إنتاج أسلحة
بيولوجية قادرة على تدمير جيوش بأكملها."
"إذا تم
إطلاق هذا البرنامج، قد يكون ذلك نهاية للعديد من المدن والدول"، قال سامر
بجدية. "يجب أن نوقفه مهما كان الثمن."
كانت الفرقة تعلم أن المهمة أصبحت أكثر تعقيداً. لم يكن الأمر الآن
مجرد جمع معلومات، بل باتت المهمة تتعلق بإنقاذ آلاف الأرواح.
الفصل الخامس: النهاية والمواجهة الأخيرة
وصلت الفرقة إلى البرج بعد ساعات من المعارك المستمرة. كانوا منهكين،
لكنهم عازمون على إتمام المهمة. داخل البرج، كانت الأجواء مليئة بالتوتر. تحركوا
بحذر في الممرات الضيقة المؤدية إلى غرفة التحكم الرئيسية.
فجأة، واجهوا قوة كبيرة من الأعداء في القاعة الرئيسية للبرج. كان
قائد الأعداء رجلاً ضخمًا يرتدي درعاً متطوراً، يحمل سلاحًا فتاكًا لم يرَ مثله من
قبل.
"أنا
القائد ماركوس، ولن أدعكم تغادرون هذا المكان أحياء"، قال بصوت مليء بالتحدي.
اندلعت معركة شرسة في القاعة. كان سامر وفريقه يواجهون خصماً قوياً
ومهارات قتالية غير مألوفة. ولكن بفضل استراتيجياتهم وخبراتهم المتراكمة، تمكنوا
في النهاية من السيطرة على الوضع.
بينما كان سامر يواجه ماركوس في معركة فردية، تمكن فادي من الوصول إلى
غرفة التحكم وتعطيل النظام الأمني، مما سمح لهم بإيقاف برنامج "النواة
الحمراء" وتدمير الملفات المتعلقة به.
في النهاية، تمكنت الفرقة من الهروب بصعوبة بعد إتمام المهمة. ورغم
أنهم خسروا الكثير من الجهد والوقت في هذه العملية، إلا أنهم أنقذوا الوطن من
تهديد وشيك.
كانت "العملية الليلية" ناجحة، ولكن سامر وفريقه كانوا
يدركون أن هناك دائماً تهديدات جديدة تنتظرهم في الأفق.
تعليقات
إرسال تعليق