رواية : ظل التنين الأخير | أسطورة عشتار

 



الفصل الأول - بداية الرحلة

في أحد الأيام الباردة في مملكة عشتار، جلس رامي في مكتبة المدينة القديمة، يقلب صفحات كتاب مغبر بحثًا عن أي إشارة إلى أسطورة التنين الأخير. كان شغوفًا بالبحث عن الحقيقة وراء هذا الكائن الأسطوري المليء بالألغاز.

رامي، الشاب البالغ من العمر ثمانية عشر عامًا، ينحدر من عائلة بسيطة في أحد أطراف المملكة. لكن عقله الفضولي وطموحه الكبير دفعاه دائمًا إلى البحث عن المزيد من المعرفة والمغامرات. وعلى الرغم من تحذيرات والديه من المخاطر المحتملة، إلا أن رامي كان مصممًا على اكتشاف الحقيقة وراء هذه الأسطورة القديمة.



بعد ساعات من البحث المضني، وجد رامي أخيرًا ما كان يبحث عنه - مخطوطة قديمة تحكي عن التنين الأخير وقوته الهائلة. قرأ الكتاب بتركيز شديد، مستغرقًا في تفاصيل الأسطورة وتاريخ هذا الكائن الأسطوري. كلما قرأ المزيد، زاد شغفه وحماسه للخوض في هذه المغامرة.

"أخيرًا وجدت ما كنت أبحث عنه!" صاح رامي بحماس، مرفرفًا بالكتاب في يديه. "لا بد أن هناك حقيقة وراء هذه الأسطورة. سأتتبع هذا الأمر حتى النهاية."

قبل أن يتمكن من التفكير في خطته التالية، سمع رامي صوتًا خلفه. تحول ببطء ليرى امرأة جميلة تقف أمامه، تنظر إليه بعينين ثاقبتين.

"أنا هند، الساحرة من غابات عشتار," قالت بصوت هادئ. "أرى أنك قد وجدت شيئًا مثيرًا للاهتمام."



رامي ارتبك قليلاً من وجودها المفاجئ، لكنه سرعان ما استعاد هدوءه وابتسم.

"نعم، لقد عثرت على مخطوطة قديمة تتحدث عن التنين الأخير. أنا مهتم جدًا بمعرفة المزيد عن هذا الكائن الأسطوري."

هند أومأت برأسها بتفهم، ثم نظرت إلى رامي بجدية. 

"التنين الأخير هو كائن قوي ومقدس. إذا كنت تخطط للبحث عنه، فعليك أن تكون حذرًا للغاية. هناك قوى خطيرة في هذه المملكة تسعى للسيطرة عليه."

رامي استمع بانتباه، ثم أجاب بحزم: "أنا مستعد لمواجهة أي مخاطر. هذه الأسطورة تشغل بالي منذ زمن طويل. أنا مصمم على اكتشاف الحقيقة وراءها."

هند نظرت إلى رامي لبرهة، ثم ابتسمت بخبث.

"حسنًا إذن، فلنبدأ رحلتك. لكن دعني أحذرك - التنين الأخير ليس مجرد وحش. إنه كائن حكيم ومقدس، ويجب حمايته من أولئك الذين يريدون استغلال قوته."

رامي أومأ برأسه بفهم، وشعر بحماس متزايد يملأ قلبه. لم يكن متأكدًا مما ينتظره في هذه المغامرة، لكنه كان مصممًا على المضي قدمًا.

"أنا جاهز. أريد أن أتعرف على هذا التنين الأخير بنفسي. سأفعل ما في وسعي لحمايته."

هند ابتسمت بارتياح وأشارت لرامي أن يتبعها.

"حسنًا إذن، دعنا نبدأ رحلتك. لكن كن حذرًا - هناك قوى قوية في هذه المملكة تسعى للسيطرة على التنين. سنحتاج إلى الحيطة والحذر."

وبذلك انطلق رامي وهند في رحلتهما المليئة بالمخاطر والمغامرات، متوجهين إلى غابات عشتار في سبيل اكتشاف الحقيقة وراء أسطورة التنين الأخير

الفصل الثاني - لقاء التنين


رامي وهند اتجها نحو وادي التنين، حيث قيل إن التنين الأخير يعيش هناك. كانت الغابات كثيفة والجبال شاهقة، وشعر رامي بالتوتر والحماس في الوقت نفسه. كان متحمسًا لرؤية التنين الأسطوري بأم عينيه، لكن في الوقت نفسه كان قلقًا من المخاطر المحتملة.

أثناء تقدمهما في الوادي، لاحظ رامي أن الطبيعة أصبحت أكثر هدوءًا وسكونًا. لم تعد هناك أصوات الحيوانات أو الرياح التي كانت تهب بقوة. كان الجو مشبعًا بطاقة غامضة وقوية.

"هذا المكان يبدو مقدسًا," قال رامي لهند بصوت خافت.

"نعم، هذا هو موطن التنين الأخير," أجابت هند. "نحن قريبون منه الآن. يجب أن نكون حذرين."

استمرا في التقدم بحذر، وفجأة ظهر التنين أمامهم. كان ضخمًا وجميلًا، بجلد أحمر ذهبي ويتلألأ تحت أشعة الشمس. رفع رأسه ونظر إليهما بعينين ذكيتين.

"أهلاً بكما في وادي التنين," قال بصوت عميق وحكيم. "لماذا تبحثان عني؟"

رامي ابتلع ريقه بتوتر، ثم تقدم خطوة إلى الأمام.

"أنا رامي. هذه هند. نحن قد سمعنا الكثير عن قوتك، أيها التنين العظيم. نحن هنا لنتعرف عليك ولنطلب مساعدتك."

التنين أمعن النظر فيهما لبرهة، ثم أومأ برأسه.

"أنا أعرف سبب مجيئكما. لقد سمعت عن خطط الملك زيد للسيطرة على مملكة عشتار وإخضاعها لحكمه. لكن أنا لن أسمح له بذلك."

هند تقدمت خطوة إلى الأمام.

"إذن ستساعدنا في منع الملك زيد؟ نحن بحاجة إلى قوتك لحماية المملكة."

التنين أومأ برأسه مرة أخرى.

"نعم، سأساعدكما. لقد حان الوقت لوقف طمع الملك زيد والحفاظ على التوازن في هذه الأرض. لكن عليكما أن تكونا شجاعين وأوفياء. سيكون الصراع شرسًا."

رامي شعر بحماسة تجتاحه. لقد كان ينتظر هذه اللحظة طوال حياته.

"نحن مستعدون. أخبرنا ما علينا فعله."

التنين أخذ نفسًا عميقًا ثم بدأ يشرح خطته. كان واضحًا أنه كائن حكيم ويعرف الكثير عن الملك زيد وجيشه. وضع استراتيجية محكمة لمواجهة التهديد المقبل.

رامي وهند استمعا بانتباه شديد، وشعرا بالثقة في قدرتهما على النجاح بمساعدة التنين العظيم. كانا مصممين على حماية مملكة عشتار والحفاظ على توازن القوى في هذه الأرض الأسطورية.

بعد أن انتهى التنين من شرح خطته، نظر إلى رامي وهند بعينين حكيمتين.

"هل أنتما مستعدان لهذه المهمة الخطيرة؟ لا أستطيع القيام بها وحدي."

رامي وهند تبادلا نظرة مليئة بالعزم.

"نحن مستعدان," قال رامي بثقة. "سنفعل كل ما في وسعنا لحماية هذه المملكة."

هند أومأت برأسها موافقة.

"نحن معك، أيها التنين العظيم. دعنا نبدأ الاستعداد للمعركة القادمة."

التنين ابتسم بارتياح وبدأ في إعطاء المزيد من التفاصيل حول الخطة. رامي وهند استمعا بتركيز شديد، وهما يدركان أن مصير مملكة عشتار سيتقرر في المعركة القادمة.

كانت المهمة خطيرة، لكن رامي كان مصممًا على النجاح. لقد انتظر هذا اليوم طوال حياته، وكان مستعدًا لفعل كل ما في وسعه لحماية التنين الأخير والحفاظ على التوازن في هذه الأرض الأسطورية

الفصل الثالث: المعركة النهائية


رامي وهند سرعان ما وصلا إلى حافة الغابة، حيث كان التنين الأخير ينتظرهما. أطلق التنين صوتًا عميقًا وقويًا، كأنه يرحب بهما. رامي شعر بالرهبة والتوتر، لكن هند وضعت يدها على كتفه بلطف وقالت: "لا تخف، سيكون كل شيء على ما يرام. التنين هنا لمساعدتنا".

التفت رامي إلى التنين وقال بصوت واثق: "أشكرك على استقبالك لنا. أنا رامي، وهذه صديقتي هند. نحن هنا لطلب مساعدتك في مواجهة الملك زيد وجيشه".

أجاب التنين بصوت هادئ ولكن حازم: "أنا أعلم عن خطط الملك زيد. لقد حان الوقت لوضع حد لسعيه للسيطرة على هذه المملكة". ثم أضاف بحكمة: "سأساعدكما في المعركة، لكن يجب أن تكونا حذرين. قوة الملك زيد وجيشه ليست باستهانة".

رامي شعر بالتصميم والإصرار. "نحن جاهزون للمعركة. سنحمي هذه المملكة وكل ما تمثله من قيم". هند أيدته قائلة: "نحن معك، أيها التنين الحكيم. سنواجه الملك زيد معًا".

في تلك اللحظة، سمعوا ضجيجًا قادمًا من الغابة. كان جنود الملك زيد قد وصلوا إلى المكان. تقدموا بخطوات ثقيلة، وعلى رأسهم الملك زيد نفسه، الذي بدا مندفعًا وغاضبًا.

"أخيرًا وجدتكم أيها الخونة!" صاح الملك. "سأقضي عليكم جميعًا وأستولي على التنين الأخير!"

رامي تقدم بشجاعة وصاح: "لن تنجح في مخططك، زيد! هذه المملكة ليست لك. سنقاتل من أجل حريتها وسلامها".

الملك زيد ضحك بسخرية. "أنت مجرد طفل صغير. كيف تظن أنك ستتمكن من إيقافي؟" ثم أمر جنوده بالهجوم.

بدأت المعركة بشراسة. الجنود هاجموا رامي وهند بأسلحتهم، لكن هند استخدمت سحرها لحماية نفسها ورامي. رامي قاتل بشجاعة، مستخدمًا مهاراته في القتال التي تعلمها خلال السنوات الماضية.

في وسط المعركة، ظهر التنين الأخير وأطلق أنفاسه النارية باتجاه الجنود. كان منظره مهيبًا وقوته هائلة. الجنود حاولوا الهرب، لكن التنين تمكن من إسقاط العديد منهم.

رامي شاهد الملك زيد يحاول الهرب أثناء ارتباك جنوده. لم يتردد في متابعته. الملك زيد حاول مواجهته بسيفه، لكن رامي تفادى الضربات بمهارة وأطاح به على الأرض.

"لقد انتهى الأمر، زيد!" صاح رامي. "هذه المملكة لن تكون لك بعد اليوم".

الملك زيد نظر إلى رامي بكراهية. "لن تنتصر عليّ بسهولة. سأعود وأنتقم منك وهذا التنين اللعين!"

في تلك اللحظة، ظهرت هند وأطلقت سحرًا قويًا على الملك زيد، مما أسقطه على الأرض مغشيًا عليه. "لن تعود أبدًا" قالت بحزم.

رامي نظر إلى التنين الأخير بامتنان. "شكرًا لك على مساعدتنا. لقد كان هذا النصر من أجلك وأجل هذه المملكة".

أجاب التنين بصوت عميق: "أنت وهند استحققتما هذا النصر بشجاعتكما وإيمانكما. سأحرس هذه المملكة وأحميها من أي تهديد في المستقبل".

ابتسم رامي وقال: "أعلم أننا سنكون أصدقاء إلى الأبد". ثم التفت إلى هند وأضاف: "لقد فعلناها. لقد حمينا هذه المملكة وأنقذنا التنين الأخير".

هند ابتسمت وضمت رامي بحرارة. "نعم، لقد نجحنا معًا. هذا هو بداية عهد جديد للسلام والازدهار في مملكة عشتار".

وهكذا انتهت المعركة بنصر رامي وهند والتنين الأخير. وبدأت مرحلة جديدة من السلام والأمان تسود المملكة. رامي أصبح بطلاً محبوبًا، وأصبح صديقًا مقربًا للتنين الأخير. وعاش الجميع في سعادة وازدهار.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أجنحة الامل : مستوحاه من رواية شاهين السماء

مذكرات نشال | للمعلم عبد العزيز "النص"

رواية : ملكة الملح الأسود | 2025

رواية: لعبة الساعات الزجاجية | لا أحد يهرب من عدّاد الذكريات

رواية شمس الغروب | مستوحاة من رواية "كبرياء وتحامل"

رواية : ظل العقاب | مستوحاه من روايه "الشيطان شاهين"

رواية : العابر بين النجوم | عن روايه الأمير الصغير

روايه: ظل القمر | عن قصة الزوجة والثعلب