رواية : الشاهد الوحيد | السر المكتوم


الفصل الأول: "الجريمة في الزمان والمكان الخطأ"

 

في ليلة ضبابية، عندما كانت السماء ملبدة بالغيوم وطرق المدينة تكاد تكون خالية من الحركة، كان سامر جاد يجلس في مقهى صغير بالقرب من حي شعبي. كان سامر، في الثلاثينات من عمره، يعمل كصحفي مستقل، وكان يبحث عن قصة مثيرة للكتابة. ولكن تلك الليلة، لم يكن يعرف أن ما سيحدث سيتجاوز كل التوقعات.

بينما كان يجلس مستغرقًا في قراءة إحدى الصحف القديمة، سمع صوتاً غريباً قادمًا من الخارج. همهمات غير واضحة، وصوت خطوات مسرعة. كان هناك شيء غير طبيعي في الهواء. وقبل أن يتمكن من التركيز في الأمر، سمع صوت إطلاق نار قوي في الشارع المقابل، حيث كان هناك بناء قديم مهجور. لم يستطع مقاومة فضوله، فقام بسرعة وركض باتجاه مصدر الصوت.

وصل إلى هناك ليجد نفسه أمام مشهد مروع. كان هنالك شخص مستلقٍ على الأرض، والدماء تتساقط من جسده. لم يستطع أن يرى وجه الضحية بوضوح، ولكن كان يلاحظ أن الرجل كان يرتدي ملابس أنيقة، مما جعله يشعر بارتباك أكبر. في تلك اللحظة، اقتربت سيارة سوداء بسرعة، وخرج منها شخصان يرتديان ملابس سوداء وقاما بسحب الجثة إلى السيارة بسرعة. كان الأمر سريعًا للغاية بحيث لم يستطع سامر سوى أن يرى ملامحهم بشكل غامض.

ما لبث أن عاد إلى مقهى المقهى مسرعًا وهو يتنفس بصعوبة، وكان عقله مشوشًا. كان يعرف أن ما رآه كان جريمة قتل، لكن السؤال الأهم كان: من كان هذا الشخص؟ ولماذا تم قتله؟

ثم شعر بشيء أغرب؛ لم يكن هو الوحيد الذي شهد هذه الجريمة. كان هنالك شخص آخر يراقب من بعيد، ولكن في الظلام، لم يستطع سامر رؤيته بوضوح. هذا الشاهد الآخر، من يكون؟ ولماذا كان هناك؟

 

الفصل الثاني: "التهديد"

في اليوم التالي، وبينما كان سامر يفكر في الأمر ويبحث عن تفاصيل الجريمة في الأخبار، بدأ يشعر بشيء غريب. كانت الأمور تتسارع من حوله. شعر وكأن هناك من يراقبه، حتى في الأماكن العامة. فكلما خرج إلى الشارع، كان يشعر بأن هناك من يلاحقه، حتى أنه في بعض الأحيان كان يظن أنه يرى وجهًا مألوفًا في الحشود.

وعندما قرر زيارة الشرطة للإبلاغ عن الجريمة التي رآها، شعر بالشك في ردود أفعالهم. كان الضابط المسؤول، والذي عرفه من قبل، يبدو غير متعاون. قال له الضابط باقتضاب: "لا يبدو أن هناك جريمة قُتلت هنا، ولا يوجد ما يثبت أن ما شاهدته هو جريمة قتل فعلية. حاول أن لا تنغمس في الأمور التي لا تهمك."

لكن سامر كان يعلم في أعماقه أن هناك شيئًا غير طبيعي، وأن ما رآه لم يكن مجرد حادث عابر. لعدة أيام، حاول البحث عن أي معلومات إضافية، ولكنه لم يحصل على أي نتائج حقيقية. وأثناء وجوده في المكتب، بدأ يشعر بأن هناك شخصًا ما يراقب تحركاته عن كثب.

ثم جاء اليوم الذي تلقي فيه مكالمة هاتفية مفاجئة. كان المتصل مجهولًا، ولكن صوته كان يحمل تهديدًا مبطنًا. قال بصوت هادئ: "إذا كنت تعرف شيئًا عن تلك الجريمة، عليك أن تتوقف عن البحث. لأنك إذا استمررت، ستكون التالي."

أغلق سامر الهاتف بسرعة، وهو يشعر بشيء من الرعب. كان يعلم أن ما سمعه لم يكن مجرد تهديد، بل تحذير حقيقي.

الفصل الثالث: "البحث عن الحقيقة"

 


على الرغم من التهديدات التي تلقاها، لم يستطع سامر أن يوقف نفسه. قرر أن يعرف الحقيقة بأي ثمن. بدأ يبحث عن أي معلومات عن الضحية، ولكن المعلومات كانت شحيحة للغاية. اتصل بمجموعة من أصدقائه الصحفيين والشرطة، ولكن لم يكن هناك أي شيء يُذكر. لم يكن هناك أي دليل يشير إلى هوية الضحية أو سبب مقتله.

ولكنه لم ييأس. قرر أن يتبع خيوط الجريمة بنفسه. أجرى مقابلات مع شهود عيان، واستعرض كاميرات المراقبة في المناطق المجاورة، ولكن لم يحصل على أي دليل يمكنه أن يقوده إلى الجناة.

خلال الأيام التالية، بدأ سامر يلاحظ شيئًا غريبًا؛ كان هناك شخص ما يتتبع خطواته. كان يراه في الأماكن التي يزورها، ويشعر دائمًا بوجوده بالقرب منه. وعندما حاول أن يواجهه، كان الشخص يختفي فجأة، وكأن الأرض تبتلعه.

في أحد الأيام، بينما كان يستعرض سجلات الشرطة القديمة في مكتبة المدينة، صادف قصة قديمة عن جريمة مشابهة كانت قد حدثت منذ سنوات. الجريمة كانت تتعلق بقتل رجل أعمال في حي قريب، ولكن لم تُحل القضية مطلقًا. كانت القصة تشبه ما رآه سامر، لكن لم يكن هناك أي ارتباط مباشر بين الحادثين.

ولكن فجأة، أثناء استعراضه للوثائق القديمة، اكتشف اسمًا يبدو مألوفًا؛ اسم الجاني المحتمل في القضية القديمة. كان اسمًا مرتبطًا بعصابة إجرامية كبيرة تعمل في المدينة منذ سنوات. بدأ سامر يشعر أن الأمور تتشابك، وأنه أمامه لغز أكبر من مجرد جريمة قتل واحدة.

 

الفصل الرابع: "المطاردة"

 

كلما اقترب من كشف الحقيقة، زادت المخاطر. بدأ سامر يشعر وكأنه في مطاردة دائمة. في أحد الأيام، بينما كان يستعد للقاء مصدر محتمل للمعلومات، فوجئ بأن سيارته قد تعرضت للتخريب. كانت الإطارات مثقوبة، وأحد الأبواب مفتوحًا. شعر بالخطر يقترب أكثر فأكثر.

قرر أن لا يكون هدفًا سهلاً. استأجر مسكنًا مؤقتًا في مكان بعيد، وبدأ يتنقل من مكان إلى آخر بحذر. ومع ذلك، لم يكن لديه أي شك أن الجناة كانوا يعرفون مكانه. في أحد الأيام، وبينما كان يراجع ملاحظاته في مكان آمن، شعر بشيء غير طبيعي. كان يراقب من نافذة صغيرة عندما رآى شخصًا يتحرك خلف الزجاج المظلم.

الجميع من حوله كان يبدو طبيعيًا، لكنه شعر أن هناك من يراقبه. قرر أن يخرج من مكانه ويذهب إلى مكتبة قديمة في الحي المجاور، ولكن في الطريق إلى هناك، شعر بشيء مفاجئ: سيارة سوداء تلاحقه. تحرك بسرعة، واختبأ في أحد الأزقة الضيقة، حيث شعر بأنه أصبح في وضع خطر.

 

الفصل الخامس: "كشف المستور"

بينما كانت المطاردة تستمر، قرر سامر أن يواجه الجناة. في تلك اللحظة، أدرك أنه لا مفر من المضي قدمًا في كشف الحقيقة. عثر على دليل حاسم في ملف الشرطة القديم: صور لرجال العصابة، والذين كانوا على صلة مباشرة بعائلة أحد رجال الأعمال القتلى، وهو ما يربط بين الحادثتين.

بعد أن جمع كل الأدلة، قرر أن يذهب إلى الشرطة في محاولة للكشف عن الجريمة. لكن عندما اقترب من مركز الشرطة، فوجئ بأنهم كانوا في انتظار قدومه. كان الضابط الذي قابلته أول مرة، هو أحد أتباع العصابة. كان كل شيء مدبراً.

في اللحظة الأخيرة، وعلى الرغم من التهديدات، قرر سامر أن يتواصل مع وسائل الإعلام، ويكشف الحقيقة عبر الإنترنت، بحيث يصعب على العصابة منع التحقيق. ولكن قبل أن يكمل خطته، ظهر فجأة الشاهد الذي كان يراقب الحادثة الأولى. كان ذلك الشخص هو المسؤول الحقيقي عن الجريمة، وكان يريد القضاء على كل من يعلم الحقيقة.

وفي المواجهة الأخيرة، كشف سامر عن هوية الجناة، وتمكن من إقناع الشرطة بالإفراج عن تقرير تحقيق مفصل، مما أدى إلى القبض على العصابة والقضاء على الشبكة الإجرامية التي كانت تهدد المدينة.

لكن، مع نهاية القصة، ظل سامر يتساءل: هل كان هو الشاهد الوحيد فعلاً؟ أم أن هناك من يعرف أكثر مما يعرفه هو؟



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أجنحة الامل : مستوحاه من رواية شاهين السماء

مذكرات نشال | للمعلم عبد العزيز "النص"

رواية : ملكة الملح الأسود | 2025

رواية: لعبة الساعات الزجاجية | لا أحد يهرب من عدّاد الذكريات

رواية شمس الغروب | مستوحاة من رواية "كبرياء وتحامل"

رواية : ظل العقاب | مستوحاه من روايه "الشيطان شاهين"

رواية : العابر بين النجوم | عن روايه الأمير الصغير

روايه: ظل القمر | عن قصة الزوجة والثعلب